يزيد من الغد جلس وجىء بالأسارى وهم أربعة عشر رجلا، فقام زيد بن أرطاة اخر عدى فقال: «يا أمير المزمنين قتل أخى وابن أخى»، قال : «خذ رجلين منهم»، فأخذ اثنين، ثم قام عبد الله بن عروة البصرى فقال : «قتل أبى»، قال : «خذ منهم رجلاه ، فما زال كذلك يقوم الرجل فيقول : قتل أبى، فيذفع إليه رجل حتى أقبل رجل ازرق مربوع فقال : «يا أمير المؤمنين: رأى أمير المؤمنين عبد الملك ورأى عبد العزيز عمك فى وانت منهم ، فاسمع ما أقول» قال : هات، فأنشد:
شريم إذا ما نال عاقب مجملا
أشد العقاب أو عفا لم يؤنب
فعفوا أمير المؤمنين وحسبة
فمهما يكن من صالح غير أخيب
أساءوا فإن تصفح فإنك قادر
وأقضل عفو جئته عفو مذنب
فقال : «هيهات أبا صخر ، أطت (11 بك الرحم ، ليس إلى ذلك سبيل».
وفى غير هذا
الحديث قال : لما اتى يزيد بأسارى آل المهلب قال كثير بن عبد الرحمن الخزاعى: فتك - والله - بالكرم يوم فتك بآل المهلب، فتيان العرب، وحرار الأنساب، ثم وقف بين يدى بزيد فأنشده الأبيات، فقال له : «لشد ما أطت بك الرحم ، ابن عبد الرحمن9، قال : أجل يا أمير المؤمنين ، ولعطف الكرم أمس فعفا وأوسع عفوا . قال إذن أهب ما كان من سعة رأيهم لعذر الخلافة ونشفعك، فأطلق عنهم. والله أعلم أى ذلك كان.
~~وعزل يزيد في هذه السنة مسلمة عن العراق وولاها عمر بن هبيرة(3). وأمير الموصل ----
Page 177