Tarikh Masuniyya
تاريخ الماسونية العام: منذ نشأتها إلى هذا اليوم
Genres
وقد كان من نتائج تلك الاضطرابات في فرنسا تعداد المحافل والمدارس الماسونية، ففي سنة 1754 أسس مجمع
4
من الدرجات العليا على مثل نظام الفرسان الهيكليين، انضم إليه عدة من سراة البلاد ورجال الدولة، وكان يعرف باسم «مجمع كليرمون»؛ لأن اجتماعاته كانت تلتئم في مدرسة كليرمون الجزويتية، وكان للجزويت باع طولى في تأسيس ذلك المجمع.
تسمية المحفل الأعظم الفرنساوي
وكانت محافل فرنسا إلى ذلك العهد تحت رعاية المحفل الأعظم الإنكليزي القائم في باريس. ففي 4 يوليو (تموز) سنة 1755 أقروا على تسميته «المحفل الأعظم الفرنساوي»، باجتماع الآراء في جلسة رسمية قانونية، وأقروا في تلك الجلسة على قبول لائحة القانون الجديد، وهي تشتمل على 44 مادة، وفيها درجات الاسكوتلانديين، ويستدل من نصوص بعض المواد أن من موضوعها المساعدة في نشر الكثلكة، ونص المادة الثانية يوجب تعميد الطالبين.
وفي سنة 1756 تشكل المجمع الأول الفرنساوي تحت اسم «فارس المشرق»، ومن قوانينه أن أعضاءه يدعون أمراء وسلاطين.
وفي سنة 1758 نشأ مذهب جديد مؤلف من 25 درجة، وتألف منه مجمع دعا نفسه «مجلس شورى إمبراطوري المشرق والمغرب»، وأعضاؤه ملوك وأمراء ماسونيون، وانتشر هذا المذهب في أنحاء كثيرة من أوروبا.
وفي سنة 1763 أخذ بنسمايل رئيس محفل لاكندور في متس في نشر درجات هذا المذهب، وبينها درجة «القنطرة الملوكية» ودرجة «الصليب الوردي» وهي مستحدثة في ذلك الوقت، وقد قال أحد المؤرخين إن هذه الدرجة «يعني الصليب الوردي» ليست شيئا آخر سوى مذهب الروم الكاثوليك منتظما على شكل الدرجة.
اختلافات داخلية
ثم أخذ إمبراطورو المشرق والمغرب وأمراؤهما أن ينقسموا فيما بينهم، فنشأ انقسام المحافل. وملافاة للعاقبة أصدر المحفل الأعظم الفرنساوي أمرا عاليا في 24 أوغسطس (آب) سنة 1766، مآله: مقاومة الدرجات العليا ومجامعها، ومنع المحافل الرمزية من اعتبارها بصفة رسمية، وأرسل هذا القرار إلى المحفل الأعظم الإنكليزي فصادق عليه، وجرت بينهما في سنة 1767 مخابرات رسمية آلت إلى عقد معاهدة مآلها: أن لا يصرح أحدهما بإنشاء محافل فرعية تحت رعايته في البلاد التي هي تحت رعاية الآخر. إلا أن هذه المعاهدة لم تكد تظهر قبل أن تفاقم الخطب في المحافل الفرنساوية، وزاد انقسامها فآل الأمر إلى إنشاء محفل أعظم ثاني. وكيفية ذلك أن كلا من الحزبين بالغ بالقحة، حتى إنه جعل يطعن بالآخر جهارا في المطبوعات العمومية، فتداخلت الحكومة المحلية في المسألة، فأمر المحفل الأعظم جميع المحافل أن تتوقف عن الاجتماع، غير أن ذلك لم يمنع بعضها من الاجتماع سرا؛ فلم تأت سنة 1771 حتى تأسست محافل أخرى، إما من تلقاء ذاتها، أو برخصة من الأستاذ الأعظم، أو بإقرار من رؤساء المحافل الفرعية، فنشأ نحو من 30 محفلا في باريس وأقاليمها، ولا يخفى أن كثيرا من الإخوة في فرنسا كانوا لا يزالون يتذكرون علاقتهم مع إنكلترا، بل كانوا يعتبرون سيادتها عليهم، فأنشئوا محفلا أعظم ثانيا لم يمكث طويلا.
Unknown page