Tarikh Masrah
تاريخ المسرح في العالم العربي: القرن التاسع عشر
Genres
كانت تكتب هكذا «جمال الدين الحسيني» دون ذكر لكلمة «الأفغاني».
أما المجال الرابع الذي تطرق إليه صنوع - أثناء تواجده في مصر، بعد قيامه بالتدريس وريادته للمسرح وتكوين ورئاسة الجمعيات الأدبية تبعا لمذكراته - فكان مجال الصحافة. وهذا المجال، هو المجال الوحيد الموثق لعمله في مصر.
102
بل هو المجال الذي عصف بصنوع؛ لأن الخديو إسماعيل صادر جريدته المصرية، ونفاه من مصر إلى فرنسا، وظل بها حتى وفاته عام 1912. هذه هي نهاية صنوع في مصر كما جاءت في صحفه ومذكراته. ولنا ملاحظتان على هذه النهاية؛ الأولى تتعلق بمصادرة جريدة صنوع في مصر من قبل الخديو، والأخرى تتعلق بنفيه من مصر إلى فرنسا.
فأما بخصوص مصادرة الجريدة، نجد يعقوب صنوع يؤكد هذه المصادرة في أكثر من موضع في صحفه المنشورة بباريس.
103
ومن الغريب أن المصادرة جاءت من قبل الخديو! وكما هو معروف أن أية مصادرة لأية صحيفة في مصر، كانت جميع الصحف - وبالأخص الوقائع المصرية - تنشر خبر هذه المصادرة في اليوم التالي مباشرة، مع تعليقات عن أسلوب الصحيفة المصادرة وأسباب مصادرتها، خصوصا وإن كانت المصادرة من قبل الخديو! فهل يتصور القارئ أن خبر مصادرة صحيفة صنوع لا وجود له في أية صحيفة مصرية طوال عام 1878، وما قبله وما بعده؟!
وأكبر دليل على ذلك ما ذكره ناقدنا د. إبراهيم عبده عن هذه المصادرة قائلا: «... وما كان يمكن أن يحتمل إسماعيل وبطانته صحافة من هذا اللون فأغلق جريدة يعقوب ... وقد بقي وحده [أي صنوع] في فرنسا إلى أن زامله أديب إسحق في عهد الخديو توفيق، فقد أغلقت صحيفتاه «مصر والتجارة».»
104
وعندما ذكر الناقد خبر إغلاق صحيفتي أديب إسحاق، وثق هذا الخبر من خلال جريدة الوطن في 22 / 11 / 1879. وهنا نتساءل لماذا لم يوثق الناقد أيضا خبر مصادرة صحيفة صنوع أسوة بصحيفتي أديب إسحاق، علما بأن الناقد من أكبر من أرخوا وكتبوا عن تاريخ الصحافة المصرية؟! والإجابة تتمثل في أن هذه المصادرة لم تتحدث عنها أية صحيفة لأنها كانت من اختلاق صنوع نفسه، وليس لها أي أساس أو تاريخ في مصر.
Unknown page