دار بها اكتست البسيطة رونقا
ويزينها منه الهمام الأروع
ما زال مبصرها يعود بخاطر
يشكو الكلال وناظر لا يشبع
وترى طيور الجو في جنباتها
بعض محلقة وبعض وقع
وسوابق ليست تفارق أرضها
وكأنها تحت القوارس تمزع
فالمصلتين صواعقا لا تعتدي
واللابسين يلامقا لا تنزع
رهط نضوا بيض السيوف وآخو
قد جر قوسأ ليس فيها منزع
وسهامه لا تستطيع فراقها
وحباله أبدا لطير مصرع
ثم ذكر غير ذلك من الصور أضربنا عن ذكرها إذ ليست موجودة في هذه القبة ، ثم قال يصف الرخام على ما هو فيها والتذهيب :
من الرخام مقابل ومؤلف
ومفوف ومضلع ومجزع
ومن النضار بها سحايب جمة
لزمت أماكنها فما تتقشع
سحب جوامد قد أطلت عارضا
تحيا بصيته البلاد وتمرع
كرم أهان التبر حتى أنه
من صامت أو ناطق لا يمنع
وعمر طبقتين مطلتين على رحبة الجامع ، وبعض حقوقها على الإيوان الكبير . وغشى برج الزاوية المجاور لباب السر غشاءين ، وأخرج منه رواشن ، وبنى علي قبة وزخرف سقفها ، واخرج منه ستاير تقي من الشمس والمطر ، وأنشأ إلى جواره طباقا لمماليك مطلة على باب الدركاة الكبير[ة] ، وبنى البرج الأحمر بالحجر المنحوت ، وكان قد تداعى ، وأنشأ داخل باب القرافة دارا كبيرة تشتمل على عدة قاعات صغار لسكنى المماليك ، وعليها طباق لسكنى المتزوجين منهم ، وأنشأ برحبة باب القلعة دارا كبيرة لولده السلطان الملك السعيد - عز نصره - لها شبابيك مطلة اعلى الرحبة ، وكان في موضعها حفير ، فعقد عليه عقود عدتها ستة عشر عقدا ، وجعل صهريجا يملا من الساقية الخارجة عن القلعة ، وبنيت الدار المذكورة عليه ، وبنىجوارها قاعات صغارا برسم الجمدارية الكبار ، وانشا دارا برسم الأمير شمس الدين سنقر الأشقر تشتمل على إيوان ومجلس وحرمية ، وأنشا في وسط الرحبة في تجاه بابالقلعة مصطبة مربعة يحيط بها داربزين ، وعليها ستاير تفي من الشمس والمطر يجلس فيها نايب السلطنة والصاحب للجند والرعية ، وأنشأ للأمير بدر الدين بيليك الخزندار قاعة تشتمل على إيوان كبير ، ويعلوها رواق محمول على أربع قوائم خشب مزخرف . وانشا للأمير بدر الدين بيسري ثلاث قاعات متجاورات بساير حقوقها وطبقة علو الطشتخاناه .
Page 340