- الباب الثاني عشر- في ذكر ما كان في يده من الممالك
لما علم الله إخلاص نيته في طاعنه ، وبذله في إعلاء كلمة الإسلام جهداستطاعته ، جمع له من الممالك ما كان متفرقا في أيدي الملوك الأكابر ، ومكن له في ارضه ما لم يمكن للأكاسرة والقياصرة ، وتوجت منابرها باسمه الشريف ، وأضحى محلها بوسمه المحل المنيف ، وأزهر روضها بعد الذبول ، ونوه قدرها وقد كان استولى عليه الخمول ، واصبحت بملكه لها باسمة الثغور ، تنجد فيها المسرات وتغور ، وعمرت بعدله البلاد بعد خرابها ، وجذلته به نفوس سكانها وقد آذن اكتثابها ، وامنت بمهابته ، سبلها ، واستوى في كلاءته حزنها وسهلها ، كانت حدود مملكته من أقصى بلاد النوبة إلى قاطع الفرات ، وتشتمل هذه المملكة على ولايات.
قد ذكرنا أمر بلاد النوبة ، والذي يليها من ولايات الديار المصرية ، وهي قسمان سم يختص بمصر ويسمى الوجه القبلي ، وقسم يختص بالقاهرة ويسمى الوجه البحري ؛ فالذي يختص بمصر من الولايات القبلية : ولاية قوص ، وتوصل حدودها بساحلالبحر الملح اليمني ، وعلى هذا الساحل مدينة تسمى عيذاب ، وولاية إخميم ، وولاية أسيوط ، وولاية الأشمونين ، ولاية منفلوط ، ولاية البهنسا ، ولاية واحات ، ولاية الفيوم ، ولاية الجيزة ، والذي يختص بالقاهرة من الولايات : ولاية قليوب ، ولاية بلبيس ، ولاية أشموم ، ولاية دمياط ، ولاية المحلة ، وتسمى الغربية ، ولاية المنوفية ولاية أبيار، ولاية البحيرة ، ولاية الإسكندرية ، ولاية فوه ، وتسمى المزاحمتين ، وفي كل ولاية من هذه الولايات قاضي قضاة، وعامل حرب، وعامل خراج.
وكان في يده من ولايات الشام الساحلية : ولاية غزة ، ولاية الرملة ، ولاية لد ولاية قاقم . ومن الولايات الجبلية وتسمى الرجليات : ولاية الخليل - عليه السلام -، ولاية القدس الشريف ، ولاية بيت جبريل ، ولاية الاطرون ، ولاية نابلس ، ولاية جنين . ومن ولايات الأغوار : ولاية الغور الأمجدي ، ولاية الغور التقوي ، ولاية بيسان ، ولاية قصير بن معين الدين .
Page 325