سيفان أغمد ذاك الله مصطفيا
وسل هذا على الأعداء ينتقم
سقى الإله ثراه سحب رحمتو
وجاد مثواه صوب الغيث ينسجم
فكم تزلزلت الدنيا لسطوت
بالمشركين وكم زلت بهم قدم
وكم تحرق في نيران عزمته
لكفر قلبه ونار الحرب تضطرم
وكم رمت جمرات الهام محرمة
سيوفه وأحلت للعدى حرم
وكم كسا لعراة البيض من حلل
حمر وللسحر تيجانا هي القمم
وأنعل الخيل من تجم والبسها
أخلة أبدعتة في نسجها اللمم
وافتض من قلعة عذراء أزوجه
بلا ولي ولا مهر بها الخدم
وكم أباح حمى ثغر لطاغية
وصان للدين من ثغر به ثرم
وخاض بحرا إلى الأعداء في ملا
ترك بآنافهم من عزة شمم
بدور تم لهم من بيضهم شهب
اسود حربه لهم من سمرهم أجم
لو عاندوا الفلك الدوار عوقه
بالله عن سعيه الأحوال والهمم
وكم تملك إقليما ودان له
وإن نأوا لسطاه العرب والعجم
اذا تذكره مستيقظا بطل
أغفى لينسى وكم قد راعه الحلم
ولى حميدا وما أغنته جحافله
الموت ما رده عاد ولا إرم
ولو تخلد بالاحسان ذو نعم
في الناس خلده الإحسان والنعم
ولو سوى الموت يبغي ضيمه انتصرت
لظاهر الملك حتى ينصر البهم
فلتبك كل البرايا ركن دينهم
ملك الملوك وإن مد الدموع دم
الظاهر الملك الماضي المقيم لنا
ملكا تقيه الردى بالأنفس الأمم
ملك قضى الله أن يجري له أبدا
على الورى بالذي يختاره القلم
عم الخلايق بالحسنى فكلهم
يشني ولو جحدوا جدواه ما حرموا
كالغيث يسقي البرايا لا لمحمدة
يرجو لديهم ولكن طبعه الكرما
ومن رأى قبل ذا الملك السعيد فتى
متوجا بالعلى بالمجد يختتم
بالصدق معتزم بالحق منتقم
بالعدل منتصر بالله معتصم
Page 256