Tarih al-Malik al-Zahir

Ibn Saddad d. 684 AH
186

Tarih al-Malik al-Zahir

تاريخ الملك الظاهر

Genres

دهر خؤون ووقت جاير فينا

ولا نرى فيه أياما تصافينا

ولا به ملجأ يرجى ولا حكم

بالعدل في حكمه حقا يساوينا

في كل يوم كؤوس الهم مترعة

ديرها صرفه صرفا ويسقينا

وقد تقطعت الأسباب فيه فما

لدائه في الورى طبة يداوينا

ومن عظيم بلاء حل فيه بنا

وفاة ركن شديد مالك فينا

فذلك الظاهر المرحوم خير فتى

قد كان في كل ما يخشى يفدينا

كهف الشريعة بيبرس أخوكرم

وخايض النقع واهيجا يواسينا

كم قد أباد جموع الكفر حين طغو

وكم عزيز رأى من سيفه الهونا

وكم حصون منيعات مشيدة

عزته على غيره دانته له لينا

وكم غزاة له في إثرها صلة

وفك نفس قضته في سجنها حينا

وكم أقام منار الدين مجتهدا

أصبح الناس صواما مصلينا

قد كان ركنأ نرجيه ومعتمدا

لحادثات زمان فيه تأتينا

من للعدى بعده والحرب إن حميت

وصاح داعيهم فيها وداعين

قرت عيونهم من بعده فغدوا

الكل حقد خفاه الخوف مبدينا

يا ظاهرا واختفى بالموت في حف

من بعدما قد حوى ملكا وتمكينا

لو كنت تعلم ما نلقاه من حزن

لكنت بالرجعة البيضا تكنينا

أوكنت تنظر في الديجور حالتنا

لكان يشجيك في الظلما تأسينا

ولو رأيت وزير الملك من حرق

في لوعة الحزن مغمورا يبكينا

يمسي ويصبح في هم وفي حزن

وكلما باح بالأشجان يشجينا

لقلت هذا وفي العهد خير فتى

من بعد ما هو مكفينا مكافينا

يا عين جودي وفاء بالدموع له

ولا تظي تمادي العهد ينسينا

ولتنثري الدر من دمعي المصون جوى

مجزعا بجمان من ماقينا

Page 254