246

Tarikh Junun

تاريخ الجنون: من العصور القديمة وحتى يومنا هذا

Genres

35 (2005)، الذي ينتقد بقسوة وعلى مدار أكثر من ثمانمائة صفحة الأكاذيب (الوجه الخفي لتاريخ فرويد) والطريقة وفعاليتها وشرعية المحلل (بالأمس كانوا ثائرين ومن دعاة الحداثة، واليوم أتباع فرويد ولاكان هم الأكثر عدائية ودفعا عن معاقلهم الفكرية الجامدة) والخضوع في النهاية بالتزامن مع قانون الصمت الإعلامي إزاء أي انتقادات للتحليل النفسي. ولا يكفي القول بأن «الكتاب الأسود» قد أثار جدلا عارما في فرنسا، حتى إن مجلة «لونوفيل أوبسرفاتور» قد جعلت منه غلافا لها (أيجب القضاء على التحليل النفسي؟) بينما انحازت جريدة «فيجارو» إلى لاكان (التحليل النفسي: وثيقة المرفوض). وتتساءل إليزابيث رودينسكو: «لماذا كل هذا الكره؟»

36

في كتاب يحمل نفس الاسم، بينما ظهر في العام التالي «الكتاب الأسود للتحليل النفسي المضاد».

37

كانت الحرب دائرة أيضا على شبكة الإنترنت، ونأسف لعدم استطاعتنا تقديمها كلها في هذه الدراسة. كما سنجد أيضا الأستاذ فان ريالير الشديد الميل للتهكم، وأحد مؤلفي «الكتاب الأسود للتحليل النفسي»؛ يجيب عن الهجوم اللاذع الذي شنته عليه رودينسكو التي غضبت من كون فرويد يشنع عليه وتلصق له صفات «الكذاب والمزور والسارق والمنافق ومدعي الشهرة وأنه يمارس زنى المحارم»، فيجيبها ريالير بسخرية: «لم نقل قط إن فرويد كان يمارس زنى المحارم.»

38

قبل هذه المشاجرة، كانت إليزابيث رودينسكو - أثناء أحد العروض العامة للتحليل النفسي عام 2000 - قد ألمحت أنه «من الآن فصاعدا، أصبح المعالج الحديث مجردا من أي معرفة حول فن معالجة وشفاء المريض بالمريض نفسه [...] لأنه الآن أصبح المريض هو من يصنع علاجه بنفسه باستخدامه لعلاجات نفسية متعددة بنفس الطريق التي يتناول بها أي مواد كيميائية: يوما أدوية واليوم التالي علاجا بالحوار، ولماذا لا يتبعه محاولة علاج الداء بالداء أو المعالجة بالنباتات؟ يوجد مرض في نهاية القرن يقوم على تسارع العلاجات المتعددة أو على معالجة ذاتية دائمة تستند إلى التحرر من أوهام العالم.»

39

وبالعودة إلى التحليل النفسي، تختتم رودينسكو بأن التحليل النفسي هو «المذهب النفسي الوحيد في نهاية القرن التاسع عشر الذي ربط بين فلسفة الحرية ونظرية نفسية [...] ومن ثم، يجب عليه أن يكون اليوم قادرا في مثل هذه الظروف على تقديم رد إنساني في مواجهة وحشية مجتمع يميل إلى توحيد الشكل، وإلى اختزال الإنسان في كائن فردي نرجسي، تغمره عبادة الذات ويسعى دون توقف إلى محو الحلم واللاوعي.» ومن جانبه، عمل جوان دافيد نازيو على إثبات أن «أوديب»

40

Unknown page