233

Tarikh Junun

تاريخ الجنون: من العصور القديمة وحتى يومنا هذا

Genres

10

عام 1967، في «الكتاب الأبيض للطب النفسي الفرنسي» - الذي يختتم العديد من الجلسات السنوية للتفكير لمجموعة تطوير الطب النفسي، والتي تدور حول مستقبل الطب النفسي - أعلن إي الذي كان يترأس هذه الجلسات وقف النزاع: «يميل تيار عارم إلى الفصل العملي بين هذين المجالين الطبيين (الطب النفسي وعلم الأعصاب).»

11

وبالفعل، عام 1968، انفصل الطب النفسي عن علم الأعصاب، وأصبح يمتلك كراسي أستاذية منفصلة في التعليم الجامعي. كان ذلك بسبب ظهور نظريات «الحركة العضوية»، ومن الآن أصبح مجال الطب النفسي برمته موضعا للتطور. وتشير إليزابيث رودينسكو أن الطب النفسي الديناميكي (اكتشاف اللاوعي واستخدامه في العلاج)

12

وأيضا العلاج النفسي المؤسسي، شهدا تراجعا بسبب تسارع عجلة التاريخ الذي أتى بحركة مناهضة الطب النفسي (التي كانت أكثر من مجرد «تمرد طلابي»). ولكن ألا يستبق ما تسميه رودينسكو «الانحدار الكبير للطب النفسي الديناميكي» الانحدار الكبير للطب النفسي بأكمله؟ وبالحديث عن هذا الانحدار، فإن مناهضة الطب النفسي ذاتها سرعان ما تراجعت، بل وأجبرت على التخلي عن مبالغاتها لتحتفظ في النهاية (بل لتمتلك) الإصلاحات التي بدأت غداة الحرب العالمية الثانية (القطاع، الفريق المعالج ... إلخ). في نهاية السبعينيات - في حين أن مناهضة الطب النفسي لم تستقر في أي مكان بصورة مستمرة (إلا في إيطاليا، ولكن في النهاية اقتصر الأمر على التقسيم إلى قطاعات الذي تابعنا حدوده) - كان وضع المرض العقلي داخل الطب غامضا بطريقة لم يسبق لها مثيل؛ وذلك نتيجة لذاتيته. «ومن هنا تظهر القضية التشخيصية المؤلمة التي تطرح على مدار تاريخ الطب النفسي كله: كيف نجعل الذاتي موضوعيا؟»

13

ولكن لم ينته التوتر بين الطريقة النفسية الديناميكية والطريقة البيولوجية، بل وتدخل العامل الاقتصادي في الصراع. في الولايات المتحدة الأمريكية - بل وفي كل العالم الغربي بفروق طفيفة في الوقت - تدخلت التأمينات في الرعاية الصحية، مرجحة كفة العلاجات البيولوجية الأسرع (ولكن الأقل فعالية في النهاية إذا ما استخدمت بمفردها) على حساب طرق العلاج النفسية الديناميكية. عام 1980، انقطعت القروض الفيدرالية التي تمول الطب النفسي، بينما توقف تسديد نفقات الرعاية النفسية طويلة المدى. لم يعد يؤخذ في الاعتبار إلا العلاج الكيميائي والعلاجات السلوكية التي تقوم على أعراض واضحة.

14

ولذلك، كانت هناك حاجة إلى نظام تصنيف جديد، يأخذ في الحسبان عملية «إعادة المعالجة» (لم يعد أحد يتحدث عن «إبطال العلاج»). وبطريقة ما، يمكننا القول بأن وضع تصنيفات متتالية ابتداء من عام 1952 (الدليل التشخيصي والإحصائي للمرض العقلي)

Unknown page