وفي سنة 5656 الموافقة 1896 أنعم عليه جلالة السلطان بالوسام المجيدي الثاني وسنة 5662، الموافقة سنة 1902 منحه الوسام العثماني الثاني.
وقد زار سيادته أكثر العواصم الأوروبية مرارا كثيرة، وجال أيضا في أمهات مدن المغرب الأقصى، وهو يحسن اللغات العربية والفرنسوية والإيطالية والإسبانيولية، وله عدة مؤلفات جليلة في الديانة اليهودية، وهي الآن تحت الطبع في مطبعة الإسكندرية، وهو دمث الأخلاق أنيس المحضر واسع الرواية متواضع في أقواله وأعماله، ومن صفاته محبة القريب والإصلاح بين الناس إلى غير ذلك من الصفات الممدوحة، أدامه الله ذخرا للفضائل والكمالات. (2) سيادة الحبر المفضال إيليا حزان (حاخام باشي الطائفة الإسرائيلية في الإسكندرية)
صاحب هذه الترجمة هو السيد الجليل والحبر الفاضل النبيل إيليا حزان ابن الحبر الفاضل حاييم دافيد حزان وحفيد المطوب الذكر الحبر الأعظم دافيد حزان، ولد في مدينة أزمير في 27 ديسمبر سنة 1845 ميلادية، الموافقة سنة 5605 عبرية، ولما كبر وترعرع أحضره جده إلى أورشليم لأجل تربيته وتعليمه في المدينة المقدسة، وترك والديه الفاضلين في أزمير يتحملان لوعة فراقه لفائدته وهما يسكبان دموع المحبة بسخاء، ويسألان له التوفيق، فنشأ على محاسن الأخلاق والتربية الصالحة وتعلم العلوم في مدرسة أورشليم الكبرى، ولما كان جده في منزلة عالية بالنسبة لعلمه وتقواه وفضله انتخب حاخام باشي لطائفته في أورشليم، فكان صاحب الترجمة سميره في غربته وتعزيته على فراق ابنه وذويه، وخصوصا لما أنهى دروسه فسلمه جميع أشغاله وأعماله، ولما توفاه الله كان صاحب الترجمة عارفا بكل ما يلزم لوظيفته، واقترن صاحب الترجمة سنة 1861 بالسيدة دينا كريمة حاخام باشي الألمان في أورشليم، وعين كاتما لأسرار الطائفة الإسرائيلية في أورشليم سنة 1864، وسنة 1867 انتخب عضوا للمجلس الرباني الأكبر، وفي سنة 1874، الموافقة سنة 5634 عبرية عين حاخاما على طائفته في طرابلس الغرب ووردت له البراءة السلطانية بذلك، فقام بمهام منصبه الجليل قيام الرجال العظام، وفي سنة 1876 أنعم عليه جلالة السلطان بالنشان المجيدي الثاني، وفي سنة 1878 منحه النشان العثماني الثاني.
وقد جال سيادته في البلدان الأوروبية فزار فرنسا وإنكلترا وإيطاليا والنمسا، وحظي بمقابلة جلالة الإمبراطور فرنسوا جوزيف مقابلة خصوصية، وفي سنة 1888 انتخب حاخاما على الطائفة الإسرائيلية في الإسكندرية فقام بأعباء وظيفته المقدسة خير قيام، وقد أنعم الله عليه بخمسة صبيان وأربع بنات فرباهم التربية الصالحة على قويم المبادئ.
وسيادته من الكتاب المعدودين، له مؤلفات عظيمة الفائدة منها كتاب ديني اسمه «تالموت لب»، وكتاب اسمه «نيفه شالوم» في عوائد المصريين، وكتاب اسمه «أيسماح موشه» في موضوع مبرات القائد نسيم شماما جنرال تونس، وهذا الكتاب ترجم إلى الإيطالية لشهرته وأهمية موضوعه وحداثته، وهو يتكلم اللغات الفرنسوية والإيطالية والإسبانيولية والعربية والتركية.
وفي يوليو سنة 1903 حضر سيادته اجتماع الرؤساء الروحيين الإسرائيليين، وانتخب رئيس شرف للمؤتمر المذكور في مدينة غاليسيا. (3) الحاخام مسعود حاي بن شمعون
هو الشهم الفاضل والهمام الكامل شقيق سيادة حاخام باشي الطائفة الإسرائيلية بمصر، وسكرتير ووكيل حاخامخانة مصر وتوابعها، ولد في القدس الشريف في 21 أيلول سنة 5629 / 27 أغسطس 1869، واعتنى والداه بتربيته اعتناء زائدا، ولما بلغ العاشرة من عمره توفي والده إلى رحمة ربه تاركا أولاده فقراء مثقلة كواهلهم بالديون الكثيرة، وقد كان - رحمه الله - سخيا جوادا خدم طائفته خدمات جليلة، وكان يأبى أن يأخذ منها أجرا أو ينتفع بدرهم واحد، وهو من عائلة عريقة في الحسب والنسب، أما أولاده وآله فإنهم جاهدوا بعد وفاته جهاد الأبطال، وتمكنوا بجدهم وثباتهم من إيفاء ديون المرحوم والدهم كلها حرصا على شرف العائلة ومقامها الرفيع.
وتلقى صاحب الترجمة العلوم الدينية في المدرسة الكبرى الربانية بالقدس الشريف، وخرج منها بعد أن أتم دروسه كلها وظهرت عليه علائم الفضل والكفاءة والذكاء.
وفي سنة 5653 الموافقة سنة 1893 عين سكرتيرا ووكيلا لحاخامخانة مصر وتوابعها، ولا يزال إلى اليوم قائما بمهام وظيفته بهمة ونشاط وأمانة، وفي سنة 5657 الموافقة سنة 1897 أنعم عليه جلالة السلطان بالوسام المجيدي الرابع، وفي سنة 5663 الموافقة سنة 1903 انتدب عضوا من قبل الطائفة الإسرائيلية في مصر لحضور مؤتمر رؤساء الدين الإسرائيلي الذي عقد في مدينة غاليسيا، وفي أثناء سياحته مع سيادة الحبر الفاضل الحاخام باشي الإسكندري زار العواصم الأوروبية، وهو محبوب مكرم من أبناء طائفته التي يقوم بخدمتها بأمانة وإخلاص، لا يألو جهدا في كل ما يئول إلى إنجاحها وعلو شأنها، وحضرته يجيد القراءة والكتابة باللغات العبرانية والعربية والإسبانيولية، ويحسن التكلم باللغات الفرنسوية والإيطالية.
الفصل الثاني عشر
Unknown page