ومنهم المولى قوام الدين قاسم بن أحمد الجمالي، تولى قضاء القسطنطينية، وكان عالما كثير الحفظ إلا إنه لم يصنف شيئا.
ومنهم المولى علاء الدين على بن أحمد الجمالي وقضى حياته مدرسا ينتقل من مدرسة إلى مدرسة، ثم صار مفتيا في العاصمة، وكان متواضعا خاشعا طاهر اللسان لا يذكر أحدا بسوء، وكانت أنوار العبادة تتلألأ على صفحات وجهه، وكان يقعد في أعلى داره وله زنبيل معلق فيلقي المستفتي ورقته في الزنبيل ويحركه فيجذبه المولى علاء الدين ويأخذ الورقة ويكتب جوابها، وذلك حتى لا ينتظر الناس لأجل الفتوى. وكان السلطان سليم بن بايزيد قد تولى السلطنة، وكان سفاكا للدماء فأمر بقتل مئة وخمسين رجلا من حفاظ الخزائن، فجاء المولى علاء الدين إلى الديوان العالي وقال للوزراء: أريد أن أقابل السلطان، فعرضوا الأمر للسلطان، فدخل عليه وقال له: وظيفة أرباب الفتوى أن يحافظوا على آخرة السلطان، وقد بلغني أنك أمرت بقتل مئة وخمسين رجلا لا يجوز قتلهم شرعا فيجب أن تعفو عنهم. فغضب السلطان سليم وقال له: إنك تتعرض لأمر السلطنة وليس ذلك من وظيفتك، فأجابه المفتي: بل أتعرض لأمر آخرتك وإنه من وظيفتي، فإن عفوت فلك النجاة، وإلا فعليك عقاب عظيم. فانكسرت عند هذا القول حدة السلطان وعفا عنهم، وتحدث مع المفتي ساعة ولما أراد المفتي أن ينصرف قال للسلطان: تكلمت معك في أمر آخرتك، وبقي لي كلام متعلق بالمروءة قال السلطان: ما هو ؟ قال المفتي: إن هؤلاء من عبيد السلطان، فهل يليق بعرض السلطنة أن يتكففوا الناس؟ قال السلطان: لا. قال: فقررهم في مناصبهم، فقال له السلطان: نعم إلا أني أعزرهم في تقصيرهم في خدمتهم، فقال المفتي: هذا جائز لأن التعزير مفوض إلى رأى السلطان. ومرة أخرى أمر السلطان بقتل أربع مئة رجل كانوا قد اشتروا الحرير خلافا لأمر السلطان، فعارضه المفتي في ذلك. فغضب السلطان أيضا وقال له: أيها المولى أما يحل قتل ثلثي العالم لنظام الباقي؟ فقال: نعم لكن إذا كان هناك خلل عظيم. فقال السلطان: ليست هذه من وظيفتك. فقال: له بل هي من وظيفتي لأنها متعلقة بالآخرة. وانصرف المفتي ولم يسلم على السلطان فبقي السلطان واجما مدة طويلة، ولكنه عاد فعفا إجابة لطلب المفتي. ثم فكر في استقامة هذا المفتي وولاه قضاء العسكر وقال له: إني تحققت أنك تتكلم بالحق، وتوفي سنة اثنتين وثلاثين وتسع مئة.
ومنهم المولى عبد الرحمن بن على بن المؤيد الأملسي. كان متبحرا إلى الغاية في العلوم العقلية والنقلية، شيخا في العلوم العربية، ناظما بالتركية والعربية والفارسية. وقرأ في حلب كتاب «المفصل في النحو للزمخشري» وقرأ على المولى جلال الدين الدواني في بلاد العجم، وجاء إلى استامبول في أيام بايزيد خان ودرس في إحدى المدارس الثمان ثم استقضاه السلطان بالعسكر المنصور. ولما تولى السلطنة السلطان سليم بن بايزيد وسار إلى حرب الشاه إسماعيل كان المولى المذكور معه، وفي أثناء الطريق اختل عقله فجاءوا به إلى استانبول حيث مات، ودفن بجوار أبى أيوب الأنصاري.
ومنهم المولى مصلح الدين مصطفى بن البركى زاده، نصبه السلطان بايزيد معلما لابنه أحمد في أماسية ثم استقضاه في أدرنة، ومات في القسطنطينية.
ومنهم المولى محيي الدين محمد الصامصوني، قضى حياته مدرسا واستقضاه السلطان سليم في أدرنة.
ومنهم المولى سيدي الحميدي قضى حياته مدرسا بين بورسة، وإزنيق، والقسطنطينية، ثم صار قاضيا في العاصمة.
ومنهم المولى سيدي القراماني، وكان مدرسا ثم صار قاضيا بالعسكر المنصور.
ومنهم المولى نور الدين القراصوي كان مدرسا في بورسة، ثم صار مدرسا في أسكوب، ثم صار مدرسا في إحدى المدارس الثمان بالقسطنطينية، وصار قاضيا بالعسكر المنصور، وكان قوالا بالحق، محافظا على الشريعة، ورعا متعبدا.
ومنهم المولى محيي الدين محمد القوجوي، وقضى حياته مدرسا إلى أن استقضاه السلطان سليم في القسطنطينية، ثم استقضاه بالعسكر المنصور، ثم استعفى ثم جعلوه قاضيا بمصر وذهب من هناك إلى الحج ومات سنة إحدى وثلاثين وتسع مئة.
ومنهم المولى بالى الآيدينى وكان من كبار المدرسين.
Unknown page