Tarikh Haraka Qawmiyya Fi Misr
تاريخ الحركة القومية في مصر القديمة: من فجر التاريخ إلى الفتح العربي
Genres
John Wilson : إن منزلة الملك نزلت إلى مستوى البشر العاديين، وكانت الفكرة المميزة للدولة الوسطى أن الملك راع يقظ يسهر ضميره للمحافظة على الأمة، وكان الاتجاه الثقافي الحديث يدعو إلى حقوق الأفراد.
7 (6) انتهاء الدولة القديمة
انقضى عهد الدولة القديمة في القرن الثالث والعشرين قبل الميلاد.
ومن الحق أن نذكر أنها في الجملة قد نهضت بمصر وحضارتها واحتفظت بمكانتها في العالم، ويكفينا أن نذكر ما قاله عنها مؤرخ منصف وهو العلامة برستد
Breasted
إذ يقول عنها: «وقبل الفراغ من الكلام على تاريخ الدولة القديمة، يجدر بنا أن نشيد بأعمال ملوكها العظام الذين حكموا القطر مدة ألف سنة تقريبا، والذين يرجع إليهم فضل توطيد المملكة، وجمع قوتها وتوجيه مجهوداتها نحو النافع المثمر العائد بالخير والرفاهية، ولا تزال آثار هؤلاء القوم كالمعابد والأهرام المنتشرة على طول القطر لعدة أميال تلقي في نفس من يراها الإعجاب والدهشة، وقد شيدت معظم هذه الآثار على سلسلة جبال ليبيا بحافة الصحراء الغربية، وهذه الآثار تشهد لأصحابها إلى الآن بتوقد الذهن، وعظم الجهد، والبراعة في الأعمال الآلية (الميكانيكية)، والأنظمة الداخلية، وبناء السفن لعبور البحار، وارتياد البلاد للكشف، والحق يقال: إن هؤلاء القوم هم الذين ربطوا التجارة المصرية مع البلاد الأجنبية السحيقة حتى أواسط إفريقية، وحسنوا فني الحفر والنقش، ونهضوا بفن العمارة فشيدوا العمد العظيمة الشاهقة، والمباني الضخمة ذات العمد ، وبرعوا في سياسة البلاد داخليا وخارجيا فسنوا قانونا متينا عادلا وأنجبوا رجالا متضلعين في القضاء، وقد اعتنى أهل الدولة القديمة بديانتهم كثيرا لشدة اعتقادهم أنهم في الحياة الأخرى محاسبون على أعمالهم، وهم للآن أقدم أناس معروفين اعتقدوا بالبعث بعد الموت، وأن الثواب في الآخرة على قدر الحسنات في الدنيا. وجملة القول أن أعمال هؤلاء القوم ومدنيتهم انتشرت في العالم، فأعجب بها الخلق أكثر من إعجابهم بأي شعب آخر.»
8
الفصل الثالث
الدولة الوسطى
إن الدولة الوسطى وخاصة من عهد الأسرة الثانية عشرة قد سارت بالبلاد قدما إلى الأمام، وفي عهدها خطت الحركة القومية والحضارة المصرية خطوات واسعة نحو الكمال، وفي ذلك يقول المؤرخ «برستد»: «بقي علينا الآن أن نتفقد الحوادث لنعرف إذا كان اضمحلال الدولة القديمة وانفراط عقدها استمر حتى أفسد النخوة القومية، أو أن هذا الانقلاب كان حادثا عرضيا فقط، عالجته أذهان وأيدي رجال مصر العاملين، فأرجعوا المياه إلى مجاريها وساعدوا بلدهم على التقدم والرقي حتى أدهشوا العالم.»
Unknown page