Tarikh Haraka Qawmiyya Fi Misr
تاريخ الحركة القومية في مصر القديمة: من فجر التاريخ إلى الفتح العربي
Genres
فنزلت الحملة إلى الإسكندرية سنة 645م/25ه يقودها الجنرال منويل.
ولكن عمرو بن العاص هزم الرومان، وفتح المدينة مرة أخرى، وهدم أسوارها. (9) مسألة حريق مكتبة الإسكندرية، ونفيه عن العرب
لاكت ألسنة بعض المؤلفين الإفرنج مسألة حريق مكتبة الإسكندرية؛ إذ زعموا أنها أحرقت في أوائل الفتح العربي، ونسبوا إلى عمر بن الخطاب أنه أمر عمرو بن العاص بإحراقها فأحرقها.
وتلك لعمري تهمة لا تثبت أمام التحقيق العلمي، ولا يلبث أن يبين بطلانها بقليل من البحث المجرد عن الهوى.
أول ما وردت هذه القصة في كتاب لأبي الحسن القفطي عن «تاريخ الحكماء»، ونقلها عنه أبو الفرج بن العبري في كتابه «مختصر تاريخ الدول»، وكلاهما عاش في القرن الثالث عشر للميلاد؛ أي: بعد أن مضى أكثر من خمسة قرون على الفتح العربي لمصر ووقائعه.
فانقضاء هذه القرون الطويلة قبل اختراع هذه القصة يجعلها ولا شك بعيدة عن الثقة، إذ لو كان لها ظل من الحق لورد ذكرها على لسان شاهد عيان من المؤرخين المعاصرين للفتح العربي، أو ممن نقلوا عنهم في أعقاب هذا الفتح مباشرة.
وخلاصة هذه القصة كما أوردها أبو الفرج بن العبري: أنه كان في وقت الفتح العربي رجل اسمه «حنا النحوي» من أهل الإسكندرية ومن قسوس الأقباط، وأخرج من عمله لما نسب إليه من زيغ في عقيدته، وكان عزله على يد مجمع من الأساقفة، وأن هذا الرجل أدرك الفتح العربي للإسكندرية، واتصل بعمرو بن العاص فلقي عنده حظة، فلما آنس الرجل من عمرو هذا الإقبال قال له يوما: «لقد رأيت المدينة كلها وختمت على ما فيها من التحف، ولست أطلب إليك شيئا مما تنتفع به، بل شيئا لا نفع له عندك، وهو عندنا نافع.»
فقال له عمرو: «ماذا تعني بقولك؟» فقال: «أعني بقولي ما في خزائن الروم من كتب الحكمة.» فقال له عمرو: «إن ذلك أمر ليس لي أن أقطع فيه برأي دون إذن الخليفة.»
ثم أرسل كتابا إلى عمر بن الخطاب يسأله رأيه، فأجابه عمر قائلا: «وأما ما ذكرت من أمر الكتب، فإذا كان ما جاء بها يوافق ما جاء في كتاب الله فلا حاجة لنا به، وإذا خالفه فلا أرب لنا فيه، وأحرقها.»
فلما جاء هذا الكتاب إلى عمرو بن العاص، أمر بالكتب فوزعها على حمامات الإسكندرية فأحرقوها في ستة أشهر.
Unknown page