Tarikh Ghazawat Carab
تاريخ غزوات العرب في فرنسا وسويسرا وإيطاليا وجزائر البحر المتوسط
Genres
149
فإن هذه المدينة كان فيها مطران ينتسب إلى عائلة نبيلة، يقال له: «أبيول»
150
اشتهر بالفضائل والكمالات حتى جعلوه في مصاف القديسين، فهذا المطران عندما سمع بإيجاف العرب قاصدين بلده بدأ بتحصين البلدة، وهيأ أسباب الدفاع عنها، بحيث لما وصل العرب إليها وأخذوا يقذفونها بقذائف منجنيقاتهم كان أهاليها يرمونهم من أعالي الأسوار بأجزاء محرقة كانت تلتهب بها آلاتهم الحربية.
قال «رينو»: إلا أنه يعترضنا في هذه الروايات كون المؤرخين الذين ذكروها لم يصرحوا بأن أصحاب هذه الغارات كانوا من السرازين
151
ولا ثمة لفظة تدل على أن الذين فعلوا هذه الأفاعيل هم مسلمون بدون شك، بل كان المؤرخون يشيرون إليهم بقولهم : «فندال»
152
وطالما كانوا يطلقون هذا الاسم في النصف الأول من القرن العاشر على المجار عندما جاء هؤلاء إلى ألمانية ودخلوا إلى فرنسة واكتسحوا «الألزاس» و«اللورين» و«فرانش كونتي» و«برغونيا» و«شمبانيا» وغيرها.
ثم يعود رينو، فيقول: إنه على كل حال قد تحقق مجيء العرب إلى فرنسة وتغلغلهم في أحشاء البلاد وأنهم لم يكن لهم خطة مرسومة معينة في مغازيهم ومراميهم، وأنهم لم يجدوا في البداية من أهل فر نسة إلا مقاومة واهية وعزما غير جميع. نعم تختلف فرنسة عن إسبانية في هذا الباب بأن إسبانية وجد فيها من انضم إلى العرب وسعى بين أيديهم ودان بدينهم، وأما في فرنسة فإذا استثنينا بعض أشخاص لا يعرفون معنى للدين ولا للوطن لم يوجد من الأهالي فئة كان لها شيء من الوجاهة والنبالة رضيت بأن تنحاز إلى العرب أو أن تصبأ عن دينها، بل إنه في وسط مدينتي أربونة وقرقشونة، حيث أقام العرب مدة طويلة، بقي الأهلون متمسكين بدينهم المسيحي لا يرضون به بدلا.
Unknown page