برقين 1924
جابر بن حيان
(1) ماهيته التاريخية
لعل أبا عبد الله أو أبا موسى
1
جابر بن حيان بن عبد الله أشهر من يذكره تاريخ العلم في العصر العربي من العلماء، فإن اسمه يقترن من حيث الشهرة، ومن حيث الأثر النافع بأسماء العظماء من رواد الحضارة والعمران، ولقد قال فيه الأستاذ «برتيلو» المؤلف الفرنسوي وصاحب كتاب «تاريخ الكيمياء في القرون الوسطى»: إن اسمه ينزل في تاريخ الكيمياء منزلة اسم أرسطوطاليس في تاريخ المنطق، فكأن جابرا عند «برتيلو» أول من وضع لعلم الكيمياء قواعد علمية تقترن باسمه في تاريخ الدنيا.
ولقد عرف جابر بن حيان في العالم اللاتيني باسم «جيبر»
Geber
واشتهر بكتاب عرف في اللاتينية باسم
Summa perfectionis ، ويقول البحاثة «هولميارد» بأن هذا الكتاب مأخوذ عن كتاب جابر المسمى «الخالص»، على أن لجابر في العالم اللاتيني كثيرا من المؤلفات المنسوبة إلى من يعرفونه «جيبر»، غير أن هذا الكتاب أشهرها وأعمها بين الناس انتشارا، على أن الفرق بين جابر وبين من يعرف في العالم اللاتيني باسم «جيبر» قد ذهب ببعض المؤلفين في العصور الأخيرة إلى القول بأنهما شخصان مختلفان، ولكن الأستاذ «هولميارد» قد أثبت أن جابر بن حيان هو بعينه المعروف في العالم اللاتيني باسم «جيبر» وأن كل الكتب المنسوبة في اللاتينية إلى الاسم الأخير هي تراجم أو اقتباسات عن مؤلفات العالم الفارسي أصلا، العربي نسبة.
Unknown page