Tārīkh dawlat Āl Saljūq
تاريخ دولة آل سلجوق
Genres
فقيل لزين الدين علي كوجك: إن السلطان قد ركب، وأن العسكر قد اضطرب. وأنه قد عبر إلى الدار، وحصل على الاستشعار. فركب أيضا في العسكر الموصلي على سبيل الاستظهار. ولما شاهد أهل بغداد اختلافهم واختلالهم، واختلاطهم واختباطهم، فتحوا أبواب البلد، وهتفوا بأرباب الجلد. ونادوا بشعار أمير المؤمنين ونصره، وزحف العالم في بره وبحره. وجذفت السفن الخفاف بمن خف من الرجال، وهجم الحق على الباطل بالأبطال. والقوم مشغولون بأنفسهم، حائرون لما عراهم من تعكسهم. ومن حصل منهم في الجانب الشرقي، لا طريق له إلا الجانب الغربي. فتقحم البغداديون على الدار السلطانية وأجلوهم عنها، وأبعدوهم منها. ودخلوها ونهبوا ما فيها من الأموال المودعة، والأثقال المجمعة. وعاثوا في بضائع التجر وودائع السفر.
ولما لم يبق في الدار شيء قلعت أبوابها، وقطعت أسبابها. وانصرف القوم هائبين، خائبين سادمين نادمين، وشغلوا عن أثقالهم، وثقلوا بأشغالهم. ووقفوا على صهوات الخيل، إلى دخول الليل. ثم سروا وأدلجوا، وعرجوا إلى تلك المسالك ولم يعرجوا.
وسار من الجانب الغربي من عساكر همذان وأذربيجان مع عسكر الموصل للضرورة، ودفعوا إلى ما لم يقدروه ولم يخطر لهم من الأخطار المقدورة. وأصبحت بغداد وقد أتاها الله بالفرج، وقرن بهاءها بالبهج، وأحكم حكم نصرها من ألطافه بالحجج، وأنجى أهلها في سفينة السكينة من طوفان الفتن المتلاطمة اللجج. وغيض الماء وقضي الأمر ونصر الحق وحق النصر. وكف المقتفي عن اكتفاء المنكفين، وستر على المستترين منهم في المحال والمختفين. وانتشرت عساكر أمير المؤمنين في البلاد، واستبشرت بالنصر المعتاد. وعرف الأعاجم أنه لا مطمع بعدها في بغداد وحبرت قصائد في هناء الإمام، واستخدمني الوزير عون الدين تلك السنة في النيابة عنه بواسط، فنقلني عن المدرسة إلى العمل، وعطلني عن الاشتغال بالعلم، وظن أنه حلاني بشغله من العطل.
ذكر وفاة السلطان سنجر بن ملكشاه بن ألب أرسلان ابن داوود بن ميكائيل بن سلجق وشرح نبذ من أحواله من ابتداء عمره إلى خاتمة أمره
قال-رحمه الله-: توفي سنجر يوم الاثنين رابع عشر شهر ربيع الأول سنة 552 ه بعد خلاصه من أيدي الغز، وكان مولده بظاهر سنجار، يوم الجمعة لخمس بقين من رجب سنة 471 ه، وولاه أخوه بركيارق بلاد خراسان سنة 490 ه.
ذكر السبب في ذلك
Page 351