Tārīkh dawlat Āl Saljūq
تاريخ دولة آل سلجوق
Genres
وكادت الكسرة تصح على مسعود، وبقي قلبه ثابتا بين طارد ومطرود، وبوزابه قد تهور وتهجم، وحمل على القلب ليقلبه بحملته: ويميز تفصيله بجملته. فكبا به الفرس ففرس، واختلسه القدر فقدر عليه واختلس. وحمل إلى السلطان أسيرا، فخاطبه وعاتبه كثيرا. فلم ينبس ببنث شفة، وأراد السلطان الإبقاء عليه لشهامته، فأبى ابن بلنكري إلا فش هامته، فأمر السلطان بالإضراب عن رقبته وضرب رقبته. وأمر بحمل رأسه إلى العراق، وأن يطاف به في جميع الآفاق. وانجلى الغبار عن ابن عباس قتيلا، وانهزم عسكر فارس والملكان موليان لا يلويان، وموليان لا يليان. وجلس مسعود للهناء، وخص خاصبك بالاصطناع والاصطفاء، وعظمه على الأمراء، وأمره على العظماء.
وذلك في سنة 542 ه.
ذكر ما جرى بأصفهان من الفتنة بعد مصرع بوزابه
قال-رحمه الله-: كان نجم الدين رشيد الغياثي والي أصفهان من قبل السلطان، وهو متعصب على الشافعية. فلما تم من صدر الدين محمد بن عبد اللطيف الخجندي إلى بوزابه الميل، بادر بالإرسال إلى أصفهان للإيقاع بمن خرج على السلطان، وعلم ابن الخجندي فخرج منها، وزحف العوام إلى المدرسة فنهبوها، وأحرقوا دار كتبها، وتشتت بنو الخجندي. فقصد صدر الدين محمد وأخوه جمال الدين محمود الموصل، وأوردهما جمال الدين الوزير من إنعامه وإكرامه المهل والمنهل 1. ومضى جمال الدين إلى الحج، وأقام صدر الدين وبحر وجود الوزير له متلاطم اللج. ثم انصرف عنه مملؤ الحقائب، محبوا بالمواهب. وعمل في جمال الدين أبياتا من جملتها:
حئت إلى بابك فردا وقد خرجت من نعماك في قافله
ووصل إلى أصفهان لتوفر أهلها على خدمته، وافترضوا إقامة حرمته. وأما جمال الدين أخوه، فإني لما عدت إلى بغداد لقيته وقد عاد من الحج في صفر سنة 543 ه.
وكان قد عزم والدي على العود إلى أصفهان، فصحبناه، وجمعتنا الطريق، ووجدناه نعم الرفيق. ثم تفارقنا، وسار مع قافلة همذان، وسرنا مع أصفهان. ثم وصل الخبر بأن السلطان رضي عنه وعن أخيه وخلع عليهما، وأعاد الرئاسة إليهما، ثم وصلا، وعلى أضعاف ما كان لهما من الحشمة حصلا.
ذكر بعض الحوادث
قال: في سنة 541 ه حج ابن جهير وزير الخليفة المقتفي، فرتب صاحب المخزن قوام الدين بن صدقة وزيرا، وكان بيته أثيلا أثيرا. ورتب في المخزن عوضه زعيم الدين يحيى بن جعفر، ورتب بعد ذلك يحيى بن محمد بن هبيرة صاحب الديوان.
Page 328