Tarikh Cilm Adab
تاريخ علم الأدب: عند الإفرنج والعرب وفكتور هوكو
Genres
ومن ذلك يعلم اقتدار هذا السفير الكبير في «الانتقاد الأدبي»
8
الذي له المقام الأسمى بين علوم الأدب، وللإفرنج فيه عناية زائدة، وجرائدهم تنشر فيه المقالات الضافية، ولجريدة الطان محرر ماهر في «الانتقاد الأدبي»، وهو «غاستون ديشان»؛ وإذا أمعنا النظر في القرآن الكريم نجده مملوءا بالمحاسن والبلاغة، ولكننا نتلوه في الغالب تلاوة تعبد بدون نظر في حقائق معانيه وتاريخه، وإلا تأمل قوله: «لهم ما لنا وعليهم ما علينا» تجد في هاتين الكلمتين من البلاغة والفصاحة ما لم يأت بمثله غابرييل هانوتو على ما هو عليه من الاقتدار في الأدب، والعلم، والسياسة، والحرية الفرنساوية، وما أدراك ما الحرية الفرنساوية؛ هي الحرية التي أنقذت أمما كثيرة من الظلم والاستبداد، وجل ما أتى به في الخطبة التي خطبها أخيرا في الجزائر عن سياسة الاستعمار في إفريقية، وعما يجب على الدولة المتمدنة في جانب أهاليها المسلمين قوله: «يجب لهم علينا الأمن، يجب لهم علينا العدل، يجب لهم علينا كذلك التساهل» أي بالدين.
وقد نشر ملخص هذه الخطبة في جريدة طرابلس الشام في نيسان هذه السنة، فقابل بين تينك الكلمتين، وبين هذه الكلمات الثلاث وحكم ضميرك الحر إن كنت من الأحرار، واحكم بعد ذلك بما شئت، لو قرأنا القرآن وفهمناه كما ينبغي لوجدنا فيه مقاومة شديدة للظلم والاستبداد، وميلا زائدا للعدل والحرية، ولقد رفع الاستبداد بسببه يوما، ولكن الأمم الآسيوية والأفريقية أبت الخروج من تحت نير العبودية، أو كما عبر أحد الأفاضل بقوله: «لما ساد عليهم الجهل ولم يستطيعوا أن يصعدوا إلى القرآن بعقولهم أنزلوه من مكانه الرفيع، ووضعوه مع جهلهم في مستوى واحد.» •••
وبظهور الإسلام ظهرت طبقة جديدة من الأدباء قيل لهم: أهل الطبقة الإسلامية، وهم الذين كانوا صدر الإسلام وأيام الدولة الأموية التي امتدت إلى سنة 129ه، وفي أوائل الدولة العباسية، وسمي المتأخرون منهم شعراء الدولتين الأموية والعباسية، ولخص حسان بن ثابت شاعر النبي
صلى الله عليه وسلم
الطريقة المثلى في الشعر بقوله:
وإنما الشعر عقل المرء يعرضه
على البرية إن كيسا وإن حمقا
وإن أحسن بيت أنت قائله
Unknown page