204

Taʾrih al-ʿalam

تأريخ العالم

============================================================

زماتنا، وإن كان المسموع الماضي لا يقوم أبدا في القلوب مقام الموجود والمحاضر وإن كان الماضي كبيرا والحاضر صغيرا ، لأن القليل من المشاهدة اكتر من الكثير من السماع.

وكان سبب غلبة الغالليين على مدينة رومة، أن الغالليين كانوا قد أقبلوا مع أميرهم الذي كان يدعى برنيه 5001) لمحاصرة مدينة قلوشية (1) (ه (] . وكان الرومانيون قد أرسلوا رسلا لهم للاصلاح بين الغالليين وأهل تلك المدينة فلما نظر اليهم الغالليون في مصاف اهل تلك المدينة يقاتلون معهم، غضبوا غضبا شديدا على الرومانيين، فتركوا ما كانوا فيه من محاصرة المدينة، ومالوا بجماعتهم الى مدينة رومة فتلقاهم قائد من قواد رومة يسمى فابيوس اهداش20] بن غابه بمن اجتمع اليهم. فلم يكن بين اينيهم الا كالزرع اليابس بين أيدي المحصادين، فكانت عليه وعلى اهل عسكره وقيعة لم يكن متلها قط على الرومانيين وان لم يتصل بها افتتاح مدينة رومة، وكيف وقد اتصل به افتتاحها وإحراقها وانتهاب جميع ما كان فيهاا وذلك ان الغالليين مضوا بحملتهم فوجدوا آبوابها مفتوحة، فدخلوها وانتهبوا جميع ما كان فيها وقتلوا جميع اهلها، ووجدوا ملوكها وامراءها ججتمعين في قصورهم قأوقدوا عليهم تلك القصور نارا وأحرقوهم فيها.

فاجتمع من بقايا فرسانهم ورجالهم مثل الفي مقاتل فلجاوا الى القبطولية 001] الذي في تلك المدينة، فحاصر وهم فيه حتى اخذوهم جوعا وافتدوا منهم بألف رطل ذهبا قنع بها الغالليون منهم ، معرفة منهم بأنه لم يبق عندهم شيء من اموال رومة لذهوبهم بجميع ما كان فيها- فخرج الغالليون عن مدينة رومة بعد انتهابهم إياها، وتركوها خاوية مقفرة محرقة مدمرة ، قد اوحشت مساكنها وأقفرت أسواقها وانقطعت [101] (موا) ردها واحرقت سقوفها وخربت منازها وتغيرت رسومها، فاتقطع عنها صراخ اهلها ونهب فيها كلام مقيمها، وصار صداها وخراب ابنيتها بجاوب المنادى بها. فصارت من سعتها وكثرة بنيانها، مع انقطاع الأصوات عنها، من أعظم ما يوحش ساكنها ويرعب الخاطر بها، حتى همت الفئة الرومانية بالارتحال عنها واتخاذ غيرها وتبديل اسمها.

(1) ص: الوشيته واسم الدينة 00هد1، واسم اعلها 18 :ذ6ه1 .

0

Page 204