179

Taʾrih al-ʿalam

تأريخ العالم

============================================================

البلد [ الذي جاء منه ] القوط. وكان سلطانهم اذ ذاك بيدي امرأة تسمى طرمريش 1151]، وليت الأمر بعد موت زوجها كالمقدمة على [شسيه](9) .

فجاز جيرش النهر الذي يدعى ارخشيش 1هنسه] على القنطرة التي فيه .

وكانت طرمريش (2) قادرة آن تمنعه اجازته ، إلا انها تركت ذلك ثقة بمن معها وطمعا في اغلاقه دون النهر. فدخل جيرش بلد شسيه [5لل (نة ] : ونزل على بعد من النهر، فلما لم يخرج اليه اهل البلد وعرف ما هم فيه من الاستعداد له والتطميع به ، ركب وترك ابنيته مملاءة طعاما وشرابا ، وولى كالهارب الوجل . فلما رآت ذلك طرمريش (3 ، أرسلت في طلبه ولدها واسمه (2) اطنريق بن ششلد ، وكان غلاما غرا، ومعه مثل تلث عسكرها. فلما مسحوا باخبية جيرش ونظروا الى ما فيها من كثرة الطعام والشراب، تزلوا كانهم ثدبوا الى صنيع (= مادبة) . فأكلوا وشر بوا حتى آوهقتهم الخمر: ثم إن جيرش كر عليهم فقتلهم من عند آخرهم ، وقتل رئيسهم الغلام ابن المرأة طرمريش (2) . فلما ان انتهى الى طرمريش(4) مصاب ولدها وفناء عسكرها، قالت : "لا آشفي وجدي بالدموع ، ولا اداوي حزتي بالبكاه، لكن اداويه بهرق الدماء وطلب التأر عند الأعداء" - تم اظهرت الانكسار عن حربه والعجز عن مكافاته ليمعن في البلد. ونصبت له المراصد والكمائن في مضايق الجبال وأطراف الطرق . فهجمت عليه هنالك . وقيل في ذلك الموضع من الفرس مائتا آلف، وقتل جيرش. وكان اعجب شيء في تلك الوقيعة انه لم يفلت منها واحد على كثرة اهلها.

فلما آتيت طرمريش (4) برأس جيرش ، امرت بالقائه في زق مترع دماء وقالت : قولوا هذا الرأس يروي من الدماء ميتأ، فقد كان لا يرتوي منها حيا، فقد عاش كالعطش اليها ثلاثين سنة على كثرة ما اهرق منها.

ثم رجع القول الى بني اسراتآيل: أقاموا في إسرة بابيل سبعين سنة . ورجعوا منها في السنة الثانية من ولاية داري (106) ، الذي ولى ملك الفرس بعد جيرش، وكانت ولايته ثلاثا وعشرين سنة . (*) 1) ص: اى سه (4).

(7) ص: طمرش.

(3) لم يرد اسمه في النص اللاتيني.

(4) ص: طمريش (4) لم يرد البابان الرابع والخامس في المخطوط لكه ييدر أن الكلام مصل بين نهاية عذا اللب ربداية الباب الصدس: 1

Page 179