============================================================
ذكر عيسى ابن مريم عليه الشلام الكهل الأترع، ولهذا الفتى الرجل يعني بالشيخ شمعون وبالكهل يحيى وبالفتى تومان فقيل لي: إن هذا الذي هو الذي يشفع لأصحابه الذين في مدينتكم عيسى لأن أصحابه شفعوا حتى أحياك الله تعالى وأخرجت من جهنم فهذه قصتي قال: فلما سمع الملك قوله ورأوا ما رأوا آمن الملك وقوم من أهل المدينة وأبى الآخرون وروي أن هذه القصة على وجه آخر وذلك أن الرجلين لما حبسهما الملك حبسهما في دار عجوزة فقيرة فكانا يتعبدان ويدعوان الله تعالى فقالت لهما العجوز إن كنتما صادقين في نبوتكما فادعوا لله تعالى ليغنيني فدعوا لله تعالى حتى ضير جذعا كان في بيتها شجرة مورقة مثمرة فكانت هي وأولادها يأخذون ما شاؤوا من طعام وثمر فانتشر خبر ذلك فقيل إنهما ساحران، فأمر الملك بهما فألقيا في بثر ومعها أسد ضار فمكثا ثلاثة أيام ثم نظر الملك إليهما فإذا هما سالمان من الأسد لم يضرهما شيئا فأخرجا من البثر وحبسا في السجن فبلغ خبرهما شمعون فجاء على هيئة تاجر ودخل على الملك فكلمه فاستطاب للملك كلامه فأعجبه وأعقله فاختاره لنفسه، ثم إنه امتد مدة فقال للملك: سمعت في سجنك رجلين يدعيان النبوة، وذكر القصة إلى إحياء الميت فقال شمعون: هذا شيء لا يقدر عليه غير الله عز وجل وأنا أشهد لكما بالصدق فأراد الملك أن يؤمن بهما وكان له وزير فقال للملك: إني أظن أنه من أصحابهما وأنه قد واظبهما على فعلهما وأمرهما سرا فمنع الملك من الايمان فأمر الملك بيحيى وتومان فجيء بتمثال بقرة من النحاس وأوقد في جوفها نارا حتى التهبت ثم آمر بهما فألقيا فيها فهلكا، فلما رأى ذلك شمعون وأقر أته من أصحابهما فأمر به الملك فقتل، وقيل: بل دعا الله تعالى فأخفاه من أعينهم فخرج من المدينة متخفيا والله تعالى أعلم، وقال أهل الرواية الأولى لما آمن الملك بالله وتفرق قومه من أهل المدينة عن الإيمان وهموا بقتل هؤلاء الثلاثة فسمع ذلك حبيب النجار وكان ابنه الذي دعا له يحيى وتومان فجاءهم ولاقال يكقور اتيعوا الترصان انيعرا من لا يتناكز الخما وهم تهتين ايس: الآيتان 20، 21]، فقالوا له: وأنت تقربهم وما لى لا أعبد الذى فطرنى وإلنه ثرحمون أئخد من دونوه عالهة إن يردن الرتمتد يضر لا تغن عفي شفعتهم شكنيا ولا ينقدون} [يس: الآيتان 22، 23] إلى آخر الآية، فأخذوه وبطوا بطنه حتى خرج قصبه من أسفله ويقال: بل خرقوا خلقه وجعلوا فيه سلسلة آمعائه فعلقوه بها من صور المدينة ويقال: بل سمروه بالأوتاد إلى حائط المدينة حتى مات، فلما قبض الله تعالى روحه قيل أدخل الجنة قال يكليت قوى يعلمون يما غفر لى رتى وحعلنى من المكرمين [يس: الآيتان 26، 27]، قال الحسن رحمه الله تعالى إن حبيبا جعل ينصح قومه بعد مماته كما نصحهم في حياته لم يمنعه من نصيحتهم ما فعلوا به، ولما أن فعلوا ذلك أوحى الله تعالى إلى شمعون
Page 337