============================================================
ذكر عيى ابن مريم عليه الشلام الحواريين ومعه يونس من الأتباع إلى الروم ووجه أندرانيس من الحواريين ومعه ميشا من الأتباع إلى بلاد المغرب وبعث مريوس ومعه رجل من الأتباع إلى أرض بابل ووخه فليبس ومعه رجل آخر إلى القيروان وافريقية ووجه يحنس ومعه رجل آخر إلى أفسوس(1) ونابان ويونان(2) وهي قرية أصحاب الكهف ووجه يعفوس ومعه رجل آخر إلى بيت المقدس وما والاها، ووجه يوفنا ومعه آخر إلى أرض الحجاز، ووجه يعقوب ومعه رجل من الأتباع اسمه يهوذا إلى أرض بربر، ووجه يحيى وتومان إلى إنطاكية فلما قاموا وتفرقوا تلقتهم الملائكة بالمغارف التي وصفها لهم عيسى فلحسوا النور فتكلم كل واحد منهم بلغة تلك الأرض التي وجه إليها وحملتهم الملائكة إلى باب تلك المدينة التي وجه إليها من ساعته، قال وهب بن منبه فدخل يحيى وتومان إلى إنطاكية وكان شمعون قد قال لجميعهم من احتاج منكم إلى معونتي آتيته وأعنته فأتى يحيى وتومان باب ملك إنطاكية وكان جبارا عاتيا، فقال لهما شمعون: إني منتظر لأمركما فإنه لم يكن من الذين بعث معهم من القوم إليهم أعتى وأشد تجبرا من صاحب إنطاكية فلما طلبا الدخول إليه لم يؤذن لهما حتى إذا كان في بعض الأيام وخرج الملك من منزله يسير فابتدراه في الطريق ودعواه ووعظاه فبعث الملك إليهما ودعاهما وسألهما فبلغاه الرسالة فأمر بهما فجلد كل واحد منهما مائة سوط وحبسهما في السجن فأوحى الله تعالى إلى شمعون بخبرهما فدخل شمعون متنكرا فذلك قوله عز وجل: إذ أرسلنا إليهم اثين فكذبوهما فعززنا بثالش (يس: الآية 14] وهو شمعون فدخل شمعون إنطاكية ولزم قوما من خواص الملك فجالسهم وجعل يحدثهم حتى آنسوا به وأحبوه وذكروه للملك ثم إن شمعون أراد الدخول على يحيى وتومان في السجن فكان على السجن باب حصين وحراس فطرق السجن ودام على فتح الباب فلم يقدر، فبعث الله تعالى ملكا حتى قلع الباب ووضعه ناحية بعيدة فدخل شمعون على أصحابه وألقى النوم على الحرس حتى وصل شمعون إليهما وعزاهما فضرب لهم مثلا في غنفهما وعجلتهما على الملك وقال مثلكما مثل امرأة عقمت زمانا ثم وهب الله تعالى لها غلاما بعد اليأس ففرحت به وأرضعته ثم قالت : أرى ولدي لا يشب سريعا ولو آني أطعمته الخبز واللحم لكان إسراع في نباته وقوته فأطعمته الخبز قبل أوانه فغص به الولد فمات وكذلك فعلكما وعجلتكما الملك وأني سوف أحتال لكما حيلة فأخلصكما ثم إنه خرج (1) أفسوس: بضم الهمزة وسكون الفاء، والسينان مهملتان والواو ساكنة بلد بثغور طرسوس يقال إنه بلد أصحاب الكهف، ياقوت الحموي، معجم اللدان 1/ 231.
(2) يونان: يالضم ثم السكون، ونونين بينهما ألف، موضع من بيلقان، ويونان أيضا من قرى بعلبك، معجم البلدان، ياقوت الحموي، 453/5.
Page 335