326

============================================================

ذكر عيسى ابن مريم عليه السلام ومما أظهر الله تعالى على يد عيسى من العجائب حديث المائدة وذلك آن عيسى كان يسيح في البلاد ولم يكن له مستقر فكان يسير معه قومه حيث سار ممن آمن به ولا يفارقه الحواريون قط قال: فبينما هم في بعض المفاوز إذ أملقوا وجاعوا وعطشوا فقالت العامة للحواريين سلوا عيسى أن ينزل علينا مائدة من السماء فكبر ذلك على الحواريين ثم قالوا: لا بذ لنا من ذكر هذا لعيسى فأتوه وأخبروه بما سأله الناس فذلك قوله تعالى: إذ قال الحواريون يعيسى ابن مرييم هل يستطيع لك أن ينزل علينا ماهدة من السماه قال اتقوا الله إن كنثم ثؤمنين } (المائدة: الآية 112) قالوا لسنا ننكر قدرة الله تعالى ولكنا ثريد أن نأكل منها) [المائدة: الآية 113] يعنون أن يأكل القوم وتطمين قلوبنا ونعلم أن قد صدقتنا ونكون عليها من الشكهرين} [المائدة: الآية 113] فكل هذا عبارة الحواريين عن لسان القوم فقام عيسى فلبس مدرعة من الشعر وصف قدميه خاشعا لله تعالى وجعل يدعو ويتضرع وقال: اللهة ربنا أنول علينا مآيدة من السمله تكون لنا عيدا لأدلنا وماخرنا وماية مناك وأرزقتا وأنت غير الرزقي} ذالمائدة: الآبة 114) فأوحى الله تعالى إليه يا عيسى إنى منزلها عليكم فمن يكفر بعد منكم فإنى أعذبد عذابا لا أعذبهه أمدا من الطلمين [المائدة: الآية 115] فأخبرهم عيسى بذلك فقالوا : نعم، قال: فنزلت المائدة وهي سفرة عليها الطعام من تحتها طبق من الغمام والسفرة مغطاة بمنديل وفوفها غشاء من الغمام فنزلت من السماء تهوي والناس والحواريون ينظرون إليها حتى استقرت بين يدي عيسى والناس حوله يجدون ريحها فخر عيسى ساجدا وسجد الحواريون معه، ثم رفع رأسه وقال: ليقم أوثقنا في نفسه بالله تعالى وخترنا فليكشف عن هذه الآية حتى ينظر إليها ونأكل منها ونحمد الله تعالى فقال الحواريون: أنت أحقنا بذلك، فقام عيسى وصلى ركعتين ودعا دعاء كثيرا ثم جلس وقال: بسم الله خير الرازقين وكشف عن المنديل فإذا هي سمكة مشوية ليس لها فلوش ولا فيها شوك ويسيل السمن منها وحولها ألوان البقول غير الكراث وعند رأسها شيء من الخل وعند ذنبها شيء من الملح وحولها خمسة أرغفة على كل رغيف زيتون وخمس رمانات وتميرات فقال شمعون يا روح الله تعالى آمن طعام الجنة هذا أم من طعام الدنيا؟ قال عيسى: ليست من طعام الجنة ولا من طعام الدنيا بل هي نزلت من السماء مما قال له كن فكان فكلوا واذكروا اسم الله تعالى عليه فقال الحواريون: يا روح الله كن أول من يأكل منها قال عيسى: بل يأكل منها من سألها وفرق الحواريون أن يكون نزولها بسبب عذاب فلم يأكلوا فدعا لها عيسى أهل الزمانة وأهل الفاقة وأهل

Page 326