323

============================================================

ذكر عيسى ابن مريم عليه الشلام زوجتها منك وأضعفت على عرسك جميع أهل الجتة أربعة آلاف سنة أرضيت يا عيسى؟ قال: نعم يا رب، وروي آنه مر مع آصحاب له يوما برجال وهم ثلاثة نفر فوجدوا في الطريق لبنتين من ذهب فاحتبسوا عليها، فقال عيسى: لا تلهكتكم ومضى عيسى، فقالوا: ايتوا بنا نقسمها، ثم قالوا: نحن جياع فبعثوا واحذا منهم إلى قرية هنالك لياتيهم بطعام يأكلون فلما مضى صاحبهما قال الآخران: إن من سبيلنا أن نقتل صاحبنا إذا جاءنا فإن هلهنا لبنتين ونحن ثلاثة لا تستقيم القسمة خالصة فأخذ الرجل سئا فطرحه في طعامهما ثم جاءهما به فقاما فقتلاه قبل اكل الطعام ثم قعدا وأكلا الطعام فماتا فرجع عيسى من طريقه فرآهم موتى حول اللبنتين فقال: هكذا تصنع الدنيا بأهلها أي بأربابها.

باب في ذكر ما أظهر الله تعالى على يد عيسى من المعجزات قال الله تعالى مخبرا عنه قد چنيكم بعايتر ون ريكم أني اغلق لكم قرب الطين كميكة الطير فأنفع فيه فيكود طيرا بإذن الله} [آل عمران: الآية 49) الآية، فكان من معجزاته خلق الطير وذلك أن اليهود سألوه أن يريهم آية فصور لهم عيسى طائرا يقال له الخفاش من الطين ثم نفخ فيه فطار من يده باذن الله تعالى فقالت اليهود: هذا سحر مبين ثم كان منه إبراء الاكمه والأبرص يحمل إليه الأبرص والأعمى والمرضى من البلاد فيدعو لهم ويمسحهم فيبرعون بإذن الله تعالى، قال بعض الناس وإنما سمي مسيخا لأنه كان يمسح المرضى فيبرؤون وقيل إنه كان يمسح في الأرض وقيل: لأنه كان به مسحة من جمالي، وقيل: لأنه ولد ممسوحا بالدهن مسحته الملائكة ثم كان يحيي الموتى ويقال: إن أول من أحيا من الموتى ابن العجوز وذلك أته مر في سياحته بعجوز عند قبر تبكي فسألها فقالت: مات لي ابن لم يكن لي غيره، ويقال قالت: ماتت لي ابنة وقد حلفت أن لا أبرح قبرها حتى أذوق ما ذاقت إلا أن يبعثها الله تعالى لي فأراها، قال عيسى: فان نظرت إليها رجعت عنها، قالت: نعم، فصلى عيسى ركعتين ثم جاء القبر ونادى يا فلان قم بإذن الله تعالى، فتحرك القبر بإذن الله تعالى ثم نادى ثانية فانصدع القبر نصفين ثم نادى ثالثة فخرج بإذن الله تعالى من القبر ينفض رأسه من التراب فقال: ما لك يا روح الله دعوتني فأخبره بخبر أمه فأقبل عليها وقال لها: ما حملك على أن أذوق الموت مرتين؟ ثم قال: يا روح الله سل ربك أن يردني إلى الآخرة ويهون علي سكرة الموت فدعا ربه فقبض الله تعالى روحه وصار إلى ربه

Page 323