============================================================
ذكر زكريا ويحيل عليهما الشلام اليهود وقالوا: قد غضب إلله زكريا لأجله، فتعالوا نغضب لملكنا فنطلب زكريا فطلبوني فهربت منهم فعرضت لى شجرة وذكرت قضة دخوله فيها وقطعهم آباه بالمنشار كما ذكرناه من قبل، قال النبي قلت لزكريا: هل وجدت للمنشار مشا قال: لا، قال: وسمعت شيخي رحمه الله تعالى يقول: روي أته لما وصل المنشار إلى رأس زكريا عض على نواجذه حتى وصل إلى دماغه فلم يطق أن يصبر فأن أنينا، فناداه الله تعالى يا زكريا اصبر على ما قضيت على رأسك، فإن كان منك أنين آخر لم أبال أن أهدم السملوات والأرضين كلها فصبر زكريا حتى قطع نصفين وقال وهب: إن الذي قطع بالمنشار هو شعيا النبي كما ذكرناه من قبل، وإن ركريا مات موتا والله تعالى أعلم، قال: فإن قتل في سبب مريم فإن ذلك كان قبل ولادة يحيىل وعيسى اللهم آن يقول إن ولادة عيسى كانت بعد ولادة يحيى كما ذكرناه من بعضهم وان قتل في سبب يحيى كما رويناه عن ابن عباس عن النبي وكان ذلك بعد عروج عيسى عليه السلام إلى السماء لأن اكثر أهل الأخبار ذكروا أن عيسى رفع إلى السماء، ويحيى باقي بعده والله تعالى أعلم وأما قتل يحيى فقد روينا في خبر النبي أنه قتلته امرأة الملك بسبب الذي ذكرناه، وقال أهل الأخبار إنه كان في ذلك الزمان ملك يقال له أخب وله امرأة يقال لها أزبيل وكانت خبيثة قتالة للأنبياء وكان لها ابنة من ملك آخر قبل أخب فلما كبرت أزبيل خافت أن يتزوج الملك أخب عليها امرأة أخرى فيصير أمر الملك إليها فعرضت ابنتها فكانت جميلة على الملك أخب ليتزوجها فقال الملك: حتى أسأل هل يجوز لي نكاحها أم لا؟ فبعث إلى يحين فسأله فقال يحيى: إنها ربيبتك فلا تحل لك فقال لامرأته إن يحيى نبي الله تعالى لا يأذن لي في نكاحها فنقمت الخبيثة على يحيى وقالت: من لنا يأتي بيحيى ثم إنها دعت اللعابين وكان الملك مولعا بذلك فأمرتهم أن يلعبوا بين يده، وقالت: إذا قال لكم الملك سلوني حاجتكم فقولوا نريد دم يحيى بن زكريا ولا تقبلوا غيره، ففعلوا وقالوا: نريد دم يحيى فقال سلوني غير هذا، فقالوا: لا نسأل غير هذا، فقال لهم نسأل الملك سلوني أعطيكم ما تسألون وكان الملك إذا وعد شييا فأحلف أو قال قولا فظهر كذبه عزلوه فخاف الملك على ملكه وقال لكم ذلك فبعثت المرأة إلى يحيى وكان في محرابه يصلي فذبحوه وحزوا رأسه فحملوه في طست حتى جاؤوا به إليها وقيل لا بل إن المرأة زينت ابنتها وبعثتها إلى الملك لتخدمه وتقوم على رأسه وتسقيه إذا شرب وأمرتها أن تتعرض له ثم إن الملك شرب يوما وسكر فنظر إلى ابنة زوجته في جمالها وهيثتها وزينتها فقصدها فامتنعت عليه وقالت: لا أطاوعك حتى تقضي حاجتي قال: كل حاجة لك مقضية، قالت: أريد دم يحيط بن زكريا قال: هو لك، فلما خرجت من ساعتها وجاؤوها بيحيى فأمرت به فذبح بين يديها في طست من ذهب وجعل دمه في قلة ويقال: لا بل إنها
Page 315