306

============================================================

ذكر ما كان من فساد بني اسرائيل وتسليط العدو عليهم كبر كورش كان يسمع من أمه حديث بيت المقدس وأخباره وأحوال بني إسرائيل فلما ملك بعد أبيه خرج بالأموال العظام وبالجيوش حتى ورد بيت المقدس ومعه آمه، ويقال: بل إن كورش تزوج امرأة إسرائيلية فسمعها تحدث بأحوال بني إسرائيل وأحوال بيت المقدس وما كان من شرفه فحمله ذلك أن خرج إليه بالأموال والصناع ويقال كان معه ثلاثون ألف رجل من البنائين وسائر الفعلة فعمل فيها ثلاثين سنة ويقال أكثر من ذلك حتى عمروها وعمر البلدة كلها وصير المسجد كما كان ذكر له، وروي أن أرميا لما كان بمصر وخلى سبيله بخت نصر جعل يبكي على بيت المقدس ومحالها وكان معه حمار له وعليه سلة عنب وسلة تين وزق من عصير فقال: أن يخى، هدذو الله بعد موتها فأماته الله ماثة عامر [البقرة: الآية 259] وأمات حماره وأبقى ثماره وعصيره، ثم بعثه فأحيا الله تعالى رأسه وعينيه وقلبه حتى كان ينظر وذلك في أيام عمارة كورش لها فكان أرميا ينظر ثلاثين سنة حتى تمت عمارتها، ثم إن الله تعالى أحيا جسده فدخل بيت المقدس ورأى أهلها فيها ثم قبضه الله تعالى إليه بعد سنتين من عمارتها، قالوا: وهذا الذي ذكره الله تعالى: أو كالذى مكر على قرية وهى خاوية على عروشها} [البقرة: الآية 259] إلى آخر الآية، وقال الذين رووا أن دانيال رجع إلى بيت المقدس بمن معه من بني إسرائيل وأنه أقام فيه ومن معه من بني إسرائيل بأحسن حال ثم قبضه الله تعالى وخلف بعده خلوفا فغيروا وبدلوا فسلط الله تعالى عليهم من أهلكهم فهو قوله: فإذا جاء وعد الآخرة ليكثوا وجوهكم وليدفلوا السجد كما دخلوه أول مرة وليتبروا ما علوا تتبيرا [الإسراء: الآية 7] وقال بعض الناس: لا بل إن عزير النبي هو الذي رجع ببني إسرائيل إلى بيت المقدس بعد ابن خت نصر والله تعالى أعلم بالصواب.

Page 306