287

============================================================

باب في ذكر يونس بن متى عليه السلام(1) قال بعض الناس كان يونس بعد إلياس واليسع وقال: أكثر أهل الأخبار بل كان بعد سليمان وذلك أن الملك كان بعد سليمان في ولده يتوارثونه بعضهم بعضا فكان في زمن بعضهم قتال بين أهل نينوى(2) وهي مدينة في نواحي الجزيرة وبين بني إسرائيل فأسروا قوما من بني إسرائيل فأوحى الله تعالى إلى بعض أنبياء ذلك الزمان أن قل للملك حتى يبعث نبيا قوئا صلبا إلى أهل نينوى ليعظهم ويدعوهم إلى الإسلام فيستنقذ الأسارى من أيديهم فشاور الملك ذلك النبي وبمن يتفقه فاتفق رأيهما على يونس فدعاه الملك وعرض عليه، فقال: وهل سماني الله لذلك الأمر، لا بد قال النبي لا، إلا أنه قال الله تعالى أن يبعث عليهم نبي قوي صلب في أمر الله تعالى قال يونس: إن في أنبياء بني إسرائيل من هو قري صلب في أمر الله تعالى فابعثوا غيري فقال الملك بحقي عليك أن تخرج إليهم أت، فشق على يونس ذلك ولم يجد بذا من الخروج فخرج إلى أهل نينوى ودعاهم إلى الله تعالى وحذرهم عقابه إن لم يؤمنوا ويخلوا عن أسارى بني إسرائيل فكذبوه فأقام فيهم زماتا ينذرهم ويعظهم ويوعدهم وهم يكذيونه ويردون عليه نصيحته حتى رموه بالحجارة وأخرجوه من بلدتهم، ثم إنه عاودهم مرارا في كل ذلك يعظهم ويعدهم ويوعدهم وهم يكذبونه ويخرجونه فقال لهم: إن أبيتم إلى ما آنتم عليه فإله سيأتيكم عذاب الله تعالى فقالوا: كذبت فدعا الله تعالى وقال: رب إن قويى كذبون} [الشعراء: الآية 117) فأنزل عليهم نقمتك، فأجابه الله تعالى فخرج يونس من عندهم وأخرج معه أهله وكان معه ابنان له صغيران فقال يونس لهم: إن العذاب يأتيكم بعد ثلاثة أيام، وصعد يونس جبلا بقرب المدينة قالوا: فبعث الله تعالى جبرائيل إلى مالك خازن النار وقال له: اخرج من سموم (1) ذكر قصة نبي الله يونس (عليه السلام) تفاصيلها في: ابن كثير: تفسير القرآن العظيم 191/1، ابن الأثير: الكامل في التاريخ 278/1.

(2) نينوى: بكسر أوله، وسكون ثانيه، وفتح النون والواو، وهي قرية يونس بن متى (عليه السلام) بالموصل، ياقوت الحموي، معجم البلدان 339/5.

Page 287