============================================================
ذكر سليمان عليه الشلام 11 ومما قص الله تعالى من خبر سليمان قوله عز وجل: ولقد فتنا مليمتن وألقينا على كرسيه جسدا ثم أناب [ص: الآية 34] وقد اختلف الناس في فتنة سليمان وفي الجسد الذي ألقاه الله تعالى على كرسيه فقال بعضهم: إن فتنته أنه زل زلة فأصابه الله تعالى بالمرض وألقى جسده على كرسيه، أي سريره مريضا ثم أناب إلى الله تعالى بالتضرع والدعاء حتى شفاه الله تعالى، وقال آخرون: لا بل كان الجسد الملقى على كرسيه ابنا له وكانت فتنته في باب ابنه ثم اختلفوا فقال بعضهم وذلك (ما رواه آبو هريرة عن النبي ) قال كان لسليمان ثلاثمائة مهرية وسبعمائة سرية فقال يوما في نفسه: لأطوفن الليلة على نسائي كلهن فتحمل كل واحدة منهن بغلام فيكون لي ألف فارس يجاهدون في سبيل الله كلهم من صلبي ولم يستثن في قوله ثم إنه طاف عليهن فلم يحمل منهن إلا واحدة فجاءت بنصف إنسان فأوتي به وألقي على كرسيه، قال النبي ت: "والذي نفسي بيده لو استثنى لرزقه الله ما تمتاه فرسانا يجاهدون في سبيل اللهه وقال آخرون منهم الحسن: إن سليمان لما طاف على نسائه كما ذكرناه لم تلد له منهن إلا امرأة واحدة غلاما به عاهة، ويقال نصف إنسان لم يكن له إلا يذ واحدة ورجل واحدة وعين واحدة وأذن واحدة فأوتي به فاغتم لذلك قالوا فبينما هو جالس ذات يوم ومعه أصف بن برخيا ومعهما أم هذا الولد فذكر سليمان اغتمامه بأمره فقال آصف: تعالوا حتى ندعو كل واحد منا بعد ما نصدق على أنفسنا بشيء يعلمه الله متا ونسأله عند ذلك شفاء هذا الولد فقال سليمان اللهم إنك تعلم أني أملك من الدنيا ما أملك ومع ذلك فإنه لا يدخل علي رجلا مع أحدهما تفاحة يهديها إلي إلا كان صاحب التفاحة أحب إلي من الآخر، فإن كنت صادقا فيما قلت فاشف هذا الولد فرد الله على ولده عينه وأذنه فقال آصف: اللهم إنك تعلم أني سألت سليمان مرارا أن يأخذ عني وزارته وإنما كان ذلك بلساني دون قلبي فإن كنت تعلم أني صادق فاشف هذا الولد قال: فرد الله تعالى على الولد يده فقالت المرأة: اللهم إنك تعلم أني امرأة سليمان وإنه لا يدخل على سليمان أحد أشب من سليمان إلا تمنيت أن يكون زوجي بدل سليمان فإن كنت تعلم أني صادقة فاشت هذا الولد فرد الله تعالى عليه رجله فلما شفي الولد من العاهات أحبه سليمان حيا شديذا وأراد أن يكفله عنه من يتعهده ويكفي آمره . فقال بعض الرواة إن الجن قالت له: ادفعه إلينا لنربيه لك ونحفظه فدفعه إليهم فلم يرض الله تعالى ذلك منه فكانت فتنته حين ميل قلبه من الله تعالى إلى الجن في حفظ الولد فأمر الله تعالى ملك الموت حتى قبض روح ذلك الولد وألقاه على كرسي سليمان فذلك قوله تعالى: ولقد فتنا سليمن والقينا على كرسيهه جدا ثم أناب [ص: الآية 34]. وقال آخرون : لا بل لما شفي ولد سليمان أراد أن يكفله من يحفظه فجاءته الجن فلم يدفعه إليهم وطلبته الإنس فلم يدفعه إليهم
Page 266