263

============================================================

ذكر سليمان عليه السلام ركمتين ثم سجد ودعا في سجوده باسم الأعظم وقال بعضهم إنه قال: يا حي يا قيوم وهي بالعبرية ياهيا شرهيا وقال آخرون: إنه قال بحق محمد أن تأتيني بالسرير وقال آخرون: إنه دعا فقال: اللهم إني أسألك بأنك أنت الله لا إلله إلا أنت الحي القيوم الطاهر المطهر نور السملوات والأرض عالم الغيب والشهادة الكبير المتعال أن تأتيني بعرشها، قال ابن عباس إنه لم يغلب الإنس والجن إلا في ذلك اليوم فإنه حين قال الجن أنا مايلك به قبل أن تقوم من مقامك} [الئمل: الآية 39]، وقال الإنسي: أنا آتيك أسرع من ذلك عجزت الجن عن مثل ذلك، قال ابن عباس إن آصف رفع رأسه ثم قال لسليمان: مد بصرك حتى ينتهي إلى منتهاه فمد سليمان بصره فبعث الله الملائكة حتى حملوا عرشها من مكانه وأدخلوه تحت الأرض وآخرجوه بين يدي سليمان من ساعته فلما نظر سليمان إليه ورء5 مشتقر عنده قال هلذا ين فضل رتى} [الثمل: الآية 40] حين أكرمني برجل من أمتي له مثل هذه الخصلة الشريفة ليبلونى مأشكر أم اكفر} [الثمل: الآية 40] الآية، ثم إن سليمان قال : نكروا لها عرشها} [اليمل: الآية 41] أي غيروه عن هيئته حتى إذا أحضرت فنظرت أتهتدي وتعرف عرشها أم لا تعرف؟ فلما قيل أهكذا ش [التمل: الآية 42]، قال أهل الأخبار إن الجن حسدوا بلقيس وقالوا فيما بينهم إن داود كان ملكا فولد سليمان فكان أعظم ملكا من أبيه وسخرنا له فإن تزوج بهذه المرأة وهي ملكة فتلد له ولذا فانظروا كيف يكون حاله وملكه وكيف يكون حالنا معه؛ فيبغي لنا أن نقبح أمرها عنده فلا يتزوج بها، فقالوا لسليمان: إن رجليها مثل حوافر الحمار ويقال: إن على ساقيها شعرا مثل ما يكون على الذواب فأراد سليمان أن يعرف ذلك فأمر الجن والشياطين حتى صنعوا له قصرا من قوارير بيض صلبا تجري عليه الخيل ثم صنعوا له بركة عظيمة وملؤوها ماة ووضعوا القصر على وجه الماء فكان الناظر إذا نظر إلى أرض القصر حسبه ماء غمرا فلما جاءت بلقيس آمر سليمان جنوده باستقبالها في أحسن زي وهيئة وأدخلوها أكرم مدخلا وأنزلوها أشرف منزل ثم دعا بها في اليوم الثاني وجلس لها في القصر الممرد من القوارير فلما قيل لما انثلى الضرح [الئمل: الآية 44] نظرت حسبته لجة [الئمل: الآية 44] من الماء يحتاج إلى دخولها فكشفت عن ساقيها فنظر سليمان إلى رجليها، ثم اختلف الرواة فقال بعضهم: كانت من أحسن الناس ساقا وأبرأهم من العيوب فعلم سليمان أن الجن والشياطين حسدتها وقيل: لا بل كان على ساقها الشعر فقال سليمان للشياطين: ما التدبير في إزالة الشعر فقالوا الحمام والنورة فصنعوا ذلك ويقال: إنها أول من استعمل النورة لإزالة الشعر وانها لما دخلت عليه ووصلت إلى مجلسه فأمرها سليمان بالجلوس على سريرها وقد وضع مقابل سرير سليمان فجلست عليه، فسألها وألطفها بما وجب ثم قال لها:

Page 263