225

============================================================

ذكر الياس عليه السلام وتلاميذه الياس ودعا الله تعالى آن يخرجه من بينهم، فقال الحسن البصري: إنهم تابوا في ذلك الوقت ولكنهم كفروا بعد ذلك فدعا إلياس ربه آن يريحه منهم، فقيل له: انظر يوم كذا وكذا فآت فيه مكان كذا وكذا فما استقبلك من أي دابة كانت فاركبها ولا تهبها فلما كان ذلك اليوم خرج إلياس إلى المكان الذي ذكر له ومعه اليسع تلميذه فإذا هو بدابة على صورة آسد فجاءت حتى وقفت بين يدي الياس فوتب وركب فمرت به مرور الريح وجعل اليسع تلميذه يناديه يا إلياس بماذا تأمرني فلم يجبه، وكان آخر العهد به ويقال: إنه قال أوصيك بما رأيتني عليه من توحيد الله تعالى وطاعته وتقواه، ثم توارى عنه قالوا جميغا إن الله تعالى كسا إلياس الريش وألبسه النور وقطع عنه حاجة الطعام والشراب وهو يطير مع الملائكة حيث يشاء وجعله الله تعالى إنسيا ملكئا أرضيا سماويا وقال الحسن هو موكل بالفيافي ويطوف بها ويقوم بما يأمره الله تعالى به والخضر موكل بالبحار وقد أعطاهما الله تعالى البقاء إلى نفخة الصعق وأنهما يجتمعان كل عام يوم عرفة والأيام والمواسم ويوصي كل واحد صاحبه بتقوى الله ويخبره بأحواله وما عهده الله تعالى إليه من أمره ثم يتفرقان إلى العالم القابل وربما يراهما الصالحون: باب في ذكر اليسع ابن أخطوب تلميذ إلياس(1 قد ذكرنا ابتداء أمر اليسع وأن إلياس دعا الله تعالى وسأله أن ينبىء اليسع فنبأه الله تعالى وجعله خليفة فمكث في بني إسرائيل ما شاء الله تعالى، ثم إنه مضى لسبيله وخلف فيهم الخلوف وعظمت فيهم الخطايا وكثرت الجبابرة وقتلوا الأنبياء وقام فيهم ملك جبار يسعى كنعان وهو الذي تكفل له ذو الكفل بالجنة إن آمن به واتبعه.

باب في ذكر ذي الكفل(2 قال بعض الناس إن ذا الكفل هو اليسع يسمى ذا الكفل لأنه تكفل عن إلياس أن يقوم بما أوصاه به وقام به بعده ما شاء الله تعالى فلم يقصر فيه فسمي ذا الكفل وقال آخرون بل كان ذو الكفل رجلا آخر تكفل بعمل نبي من الأنبياء وهو أن ذلك النبي كان يصوم النهار ويقوم الليل ويقضي بين الناس فلا يغضب ولا يعجل فلما حضرته الوفاة جمع الناس وقال من الذي يتكفل عني فيقوم بما كنت أفعله ولا يقضر فيه فلم يجبه أحد (1) انظر تفاصيل اليسع (عليه السلام) في ابن كثير - البداية والنهاية 448/1.

(2) انظر تفاصيل ذي الكفل في الثعلبي، العرائس ص 146.

Page 225