195

============================================================

ذكر موسى عليه الشلام مني؟ قال: نعم، قال: ومن هو فدلني عليه وقيل: كان سبب ذلك أن موسى قال: يا رب أي عبادك أحب إليك؟ قال: الذي يقضي بالحق ولا يتبع الهوى، قال: فأي عبادك أعلم؟ قال: الذي يبتغي علم الناس إلى علمه رجاة أن يصيب كلمة تدله على هذى أو ترده عن ردى قال: يا رب وهل في الأرض أحد أعلم مني فأبتغي علمه إلى علمي، قال: نعم، قال: ومن هو؟ قال: الخضر، قال: فأين أطلبه؟ قال: على ساحل البحر عند الصخرة التي ينفلت عندها عنك الحوت فعند ذلك خرج موسى في طلبه، ثم إن موسى قال ليوشع بن نون بن آفراهم هل آنت مؤازري على طلب هذا العبد الصالح؟

قال: نعم، قال: فاحمل لنا زادا فحمل أرغفة وسمكة مالحة ويقال: مشوية وخرجا ومضيا حتى انتهيا إلى ساحل البحر فنزلا تحت صخرة عندها عين ماء ويقال: لا بل خرج موسى ليتوضأ فوقع على عين ماء وهي عين الحيوان فتوضأ منها ورجع إلى يوشع بن نون فتفض لحيته فقطرت قطرة من ذلك الماء على الحوت الذي حملاء فحيي ووثب ذاهبا في البحر وصار مجراه سربا في البحر، ويقال: لا، بل تخلف يوشع من موسى يتوضأ عند العين تحت الصخرة ومضى موسى فقطر من ذلك الماء على الحوت فوثب الحوت ذاهيا في البحر ثم لحق يوشع بموسى فقال له موسى: {ماثنا غداءنا لقد لقينا من سفرنا هذا نصبا [الكهف: الآية 62] أي عناء ومشقة وكان الحوت في مكتل ليوشع فنظر في المكتل فلم ير الحوت فذكر أمره وأنه عاش وذهب في البحر فقال لموسى أرأيت إذ أوينا إلى الصخرة فإنى نسيث الحوت} [الكهف: الآية 23] أنه عاش بماء قطر عليه من الماء فذهب في اليبحر وأتخذ سبيله فى البخر عجبا [الكهف: الآية 23]، ( وما أنسلييه إلا الشيطن أن أذكره) [الكهف: الآية 23] فلم أخبر به لما لحقني من العناء والمشقة، قال موسى إن جبرائيل أخبرني أنه يدلني على العبد الصالح زادي فارجع بنا فارتدا على ءاثارهما قصصا} [الكهف: الآية 64] يتبعان الطريق الذي جاءا فيه حتى وصلا إلى الصخرة ورأيا أثر الحوت ومسلكه في الماء باقي على هيثة السرب فدخلاه ومضى موسى ويوشع خلفه، ويقال كان موسى يقدم عصاه فينفجر له الماء ويمضي هو ويوشع إلى أن وصلا إلى جزيرة ورأيا بحر أرمينية فوجدا طريقا واضحا ذات السيار فسلكاه فناداهما مناد من السماء دعوا هذه الجادة فإنها طريق الشياطين إلى سرير إبليس فخذا ذات اليمين فرجعا وسلكا ذات اليمين فانتهيا إلى صخرة عظيمة فرأيا عندها رجلا نائما ملتفا بكسائه وإذا حوله روضة حخضراء ويقال: لا بل لما وصل إلى الصخرة والروضة رأيا هنالك مصلى ومحرابا فقال موسى: ما أطيب هذا المكان وينبغي آن يكون لرجل عابد، فلم يلبثا أن جاء الخضر، وفي رواية الأولى أن موسى أيقظ الرجل الناثم ليسأله فلما استيقظ ظن موسى أنه الخضر الذي يطلبه

Page 195