Tārīkh al-ādāb al-ʿarabiyya fī al-qarn al-tāsiʿ ʿashar waʾl-rubʿ al-awwal min al-qarn al-ʿishrīn
تاريخ الآداب العربية في القرن التاسع عشر والربع الأول من القرن العشرين
Publisher
دار المشرق
Edition
الثالثة
Publisher Location
بيروت
Genres
ومن قوله في ذكر محامد الفقيد سليم دي بسترس:
على أنهُ قد كان أحرى بنا بأن ... نغبّط من مثل السليم نما سعدا
حصيف قضى دنياهُ في خوف ربهِ ... فحدّثْ ولا تطلب لأفضالهِ حدًّا
فكم غاث محتاجًا وأطعم جائعًا ... وعاد أخا سُقمٍ فأوسعهُ رفدا
وكم من أيادٍ جاءها ومكارمِ ... فكانت بجيد الدهر من فضلهِ عقدا
علا طِبيبُ جدواهُ على الورد نفحةً ... وذكر اسمهِ بالفضل قد زَّين المجدا
جديرٌ بأنَّ الفخر يشكو فراقهُ ... ومنهُ رواق الفخر قد كان ممتدًّا
جرجس زوين
وفي السنة ١٨٩٢ في ٢٨ تموز كانت وفاة كاتب آخر بليغ من أسرة مارونية فاضلة وهو جرجس زوين. تلقى المذكور كل دروسه عندنا في مدرستنا الاكليريكية في غزير ثم عدل إلى الكتابة والتأليف فكان أول محرر لجريدتنا البشير فأقام على تحريرها نحو سبع سنوات ثم تولى تحرير جريدة لسان الحال في آخر حياته جريدة لبنان. وكان كاتبًا مجيدًا متوقد الذهن سريع الخاطر واسع الاطلاع. وقد عرب عدة كتب طبعت في مطبعتنا كروايتين وردة المغرب وفريدة المغرب وكتآليف دينية منها مصباح الهدى لمن اهتدى وكتاب رواشق الأفكار لأمبرتوس وكتاب كنيسة الروم الشرقية بإزاء المجمع المسكوني الفاتيكاني. وله تآليف رد فيه على الدكتور ميخائيل مشاقة لما أخذ هذا يطعن بالكنيسة الكاثوليكية دعاه الرد القويم على ميخائيل مشاقة اللئيم. وكان جرجس زوين أحد أعضاء الجمعية السورية به فيها خطب ومقالات منها خطبة في تاريخ سورية.
بنو الدلال
وفي هذه السنة عينها في ٢٤ ك١ ١٨٩٢ ذهب ضحية آرائه الدستورية (جبرائيل الدلال) كان سليل أسرة حلبية عريقة في الأدب اشتهر منهم في القرن الثامن عشر إبراهيم الدلال. ومن ذريته (عبد الله) أبو جبرائيل ونصر الله كان ذا عز وجاه وتُقي فلما توفي سنة ١٨٤٧ أرخ ضريحه بطرس كرامة بقوله:
لحدٌ نواهُ ابنُ دلاَّل التقي فغدا ... برحمة الَملِك القدُّوس مغمورا
قضى الحياةُ على نهج الصلاح وقد ... لاقى المنَّيةَ مبرورًا وشكورا
ناداه ربٌ غفور إذ نؤرخهُ ... نَلْ جنة الخلد عبد الله مسرورا
ولابنه (نصر الله) آثار أدبية منها مقالاته في المال والأعمال ونشرها في الجنان
1 / 273