التركية وصنف عدة كتب مدرسية للأحداث ظهر بعضها في العربية. وكان جودت باشا أحد الأتراك القليلين الذين بلغوا من آداب العرب مبلغًا واسعًا. أما معارفه في اللغة التركية فيعد فيها إمامًا وحجة. كانت وفاتته سنة ١٣١٢ (١٨٩٤) .
ومن أدباء الإسلام في تونس (الشيخ محمد بيرم) ولد فيها سنة ١٢٥٦ وتوفي في مصر سنة ١٣٠٧ (١٨٤٠ - ١٨٨٩) تقلب في بلاده في المناصب الخطيرة كنظارة الطابع ونظارة الأوقاف وقد لعب دورًا مهمًا في مناهضة الحكم الاستبدادي في وطنه وعضد الشورى إلا أن آماله خابت بعد فرنسة سيطرتها على بلاد تونس فانتقل إلى مصر وخدم فيها السياسة الإنكليزية وولي القضاء في محكمتها الابتدائية. وله آثار أدبية أخطرها كتابه صفوة الأخبار بمستودع الأمطار ضمه تاريخ تونس وأخبار سياحاته في أنحاء أوربا. وله رد على بيتان في ما كتبه عن الإسلام وكتاب في فن العروض ومقالات اجتماعية حاول فيها بيان طرق إصلاح الإسلام وتقريبهم من عوامل التمدن الحديث.
أدباء النصرانية في هذه المدة
قد امتاز في ختام القرن التاسع عشر نخبة من كتبة النصارى الذين تلقنوا الآداب العربية في مكاتب مللهم الخاصة أو في نوادي العلوم التي أنشأها المرسلون ولو أردنا ذكرهم فردًا فردًا لاتسع بنا المجال وحسبنا تعداد من برز بينهم بمعارفه.
كان في مقدمتهم رؤساء الطوائف من بطاركة وأساقفة وكهنة أفاضل لا يسعنا السكوت عن خدمتهم للآداب ومساعيهم الطيبة في ترويج أسواقها فضلًا عما خلفوه من آثار قلمهم. فكان على الطائفة المارونية السيد السند (البطريرك بولس مسعد) رعاها مدة ٣٦ سنة بتقى واجتهاد وكانت وفاته في أواسط نيسان من السنة ١٨٩٠ وله من العمر ٨٥ سنة. وكان متضلعًا بالتاريخ الشرقي الديني والعالمي ومن آثاره كتابه التحفة الغراء في دوام بتولية العذراء وكتابه الدر المنظوم الذي طبع في طاميش وسعى هناك بطبع لاهوت القديس الفونس ليغوري معربًا إلى غير ذلك من الأعمال المفيدة.
واشتهر بين أساقفة الموارنة المطران (يوحنا حبيب) مطران الناصرة شرقًا