227

Tārīkh al-ādāb al-ʿarabiyya fī al-qarn al-tāsiʿ ʿashar waʾl-rubʿ al-awwal min al-qarn al-ʿishrīn

تاريخ الآداب العربية في القرن التاسع عشر والربع الأول من القرن العشرين

Publisher

دار المشرق

Edition Number

الثالثة

Publisher Location

بيروت

Genres

ثلاثُ لغاتٍ كالعرائس حازها ... بهمَّته لا بالجهاز ولا المُهْرِ
من العرب العرباء كان إذا حكى ... وحرّر بالنظم البديع أو النثر
وكان لأهل الفارسَّية تحفةٌ ... بمعلومهِ الوهبيّ يحكي ليزّدْجر
ونال بديوان المعارف رفعةً ... مفضلةً من فضل زيد على عمرو
فوا أسفًا وأراهُ قبرٌ ولو درى ... لآثر سوداءَ القلوب على القبرِ
وما مات ليثٌ أورث الغابَ شبلهُ ... ولا كان هذا الغابُ يخلو من الزأرِ
وممن جمع في مصر بين الآداب التركية والعربية (حسن حسني الطويراني) ولد في مصر ١٢٦٦هـ (١٨٥٠م) وتوفي الآستانة سنة ١٣١٥ (١٨٩٧) نشط منذ حداثته إلى العلم والأدب حتى برز بين كتاب زمانه وقضى قسمًا من عمره في السياحة في أفريقية وآسية وبلاد الروملي وأنشأ عدة جرائد كالزمان والإنسان والنيل والعدل ومجلة المعارف والمجلة الزراعية. وألف تآليف عديدة دينية واجتماعية وأدبية بعضها تركية وبعضها عربية. وله ديوان شعر دعاه ثمرات الحياة اختار منه قسمًا عبد الغني العريسي وطبعه في مصر سنة ١٣٢٥. فهذه بعض أمثال نقتطفها منه قال مفتخرًا:
إن كنتَ محتقرًا حالي وتجهلُها ... سَلْ عارفًا عن شأني فتعرفني
أنا الذي ما سَمعتْ بي للخَنا قدَمٌ ... ولا شكا همَّتي من كان يصحبُني
لي جانبٌ لصديقي هَينٌ أبدًا ... وجانبٌ لعدوّي ثم لم يلنِ
ولي لسانٌ أرى أن تبقى بضاعتهُ ... ولي فؤاد بحب الباقياتِ فني
وقال أيضًا:
غيري تغيرُهُ الصروفْ ... وسِوايَ تُفْزعهُ الحتوفْ
وأنا الذي لا عيبَ لي ... إلا اقتحامي للمَخوفْ
لا أتقي بأس القوي ... ولا يَرى بأسي الضعيفْ
حسبي يُقال: سكوتهُ ... أدبٌ ومَنطِقهُ شريفْ

1 / 228