243

Kitāb al-Taʾrīkh

كتاب التأريخ

Publisher

دار صادر

Publisher Location

بيروت

قال محمد بن الحسن لما تكامل لعبد المطلب مجده وأقرت له قريش بالفضل رأى وهو نائم في الحجر أتيا أتاه فقال له قم يا أبا البطحاء واحفر زمزم حفيرة الشيخ الأعظم فاستيقظ فقال اللهم بين لي في المنام مرة أخرى فراه يقول قم فاحفر برة قال وما برة قال مضنة ضن بها على العالمين وأعطيتها ثم رأى قائلا يقول له قم يا أبا الحارث فاحفر زمزم لا تنزف ولا تذم تروي الحج الأعظم ثم رأى ثالثة قم فاحفر قال وما احفر قال احفر بين الفرث والدم عند مبحث الغراب الأعصم وقرية النمل فإذا أبصرت الماء فقل هلم إلى الماء الروا أعطيته على رغم العدا فلما استيقن عبد المطلب انه قد صدق جلس عند البيت مفكرا في أمره وذبحت بقرة بالحزورة فأفلتت وأقبلت تسعى حتى طرحت نفسها موضع زمزم فسلخت هناك وقسم لحمها وبقي الفرث والدم فقال عبد المطلب الله اكبر ثم سعى لينظر فإذا قرية نمل مجتمع في الأرض فانطلق فأتى بمعول وابنه الحارث وحيده فاجتمعت إليه قريش فقالوا ما هذه قال امرني ربي أن احفر ما يروي الحجيج الأعظم فقالوا له أمر ربك بالجهل لم لا تحفر في مسجدنا قال بذلك امرني ربي فلم يحفر إلا قليلا حتى بدا الطي فكبر واجتمعت قريش فعلمت لمى رأت الطي انه قد صدق وليس له من الولد يومئذ إلا الحارث فلما رأى وحدته قال اللهم أن لك علي نذرا إن وهبت لي عشرة ذكورا أن انحر لك أحدهم وحفر حتى وجد سيوفا وسلاحا وغزالا من ذهب مقرطا مجزعا ذهبا وفضة فلما رأت قريش ذلك قالوا يا أبا الحارث . . . . . . من فوق الأرض ومن تحتها فاعطنا هذا المال الذي أعطاك الله فإنها بئر أبينا إسماعيل فأشركنا معك فقال إني لم أؤمر بالمال إنما أمرت بالماء فأمهلوني فلم يزل يحفر حتى بدا الماء فكثر ثم قال بحرها لا تنزف وبني عليها حوضا وملأه ماء ونادى هلم إلى الماء الروا أعطيته على رغم العدا وكانت قريش تفسد ذلك الحوض وتكسره فرأى في المنام أن قم فقل اللهم أني لا احله لمغتسل ولكن لشارب حل فقام عبد المطلب فقال ذلك فلم يكن يفسد ذلك الحوض أحد إلا رمي بداء من ساعته فتركوه

ولما استقام له الماء دعا ستة قداح فجعل لله قدحين أسودين وجعل للكعبة قدحين أبيضين وجعل لقريش قدحين أحمرين ثم أخذها بيده واستقبل الكعبة ثم افاض وهو يقول

( يا رب أنت الأحد الفرد الصمد

إن شئت ألهمت الصواب والرشد )

( وزدت في المال أكثرت الولد

أني مولاك على رغم معد )

ثم ضرب فخرج الأسودان لله فقال قال ربكم هو مالي ثم افاض وهو يقول

( لهم أنت الملك المحمود

وأنت ربي المبدىء المعيد )

( من عندك الطارف والتليد

أن شئت الهمت بما تريد )

فخرج الأبيضان للكعبة فقال اخبرني ربي أن المال كله له فحلى به الكعبة وجعله صفائح على باب الكعبة وكان أول من حلى الكعبة

Page 247