Kitab al-Taʾrih
كتاب التأريخ
Publisher
دار صادر
Publisher Location
بيروت
وأخرج الله آدم وحواء مما كانا فيه فيما يقول أهل الكتاب في تسع ساعات من يوم الجمعة وهبطا إلى الأرض وهما حزينان باكيان وكان هبوطهما على أدنى جبل من جبال الأرض إلى الجنة وكان ببلاد الهند وقال قوم على أبي قبيس جبل بمكة ونزل آدم في مغارة في ذلك الجبل سماها مغارة الكنز ودعا الله أن يقدسها
وروى بعضهم أن آدم لما هبط كثر بكاؤه ودام حزنه على مفارقة الجنة ثم ألهمه الله سبحانه أن قال لا اله إلا أنت سبحانك وبحمدك عملت سوءا وظلمت نفسي فاغفر لي انك أنت الغفور الرحيم فتلقى آدم من ربه كلمات فتاب عليه واجتباه وأنزل له من الجنة التي كان فيها الحجر الأسود وأمره أن يصيره إلى مكة فيبني له بيتا فصار إلى مكة وبنى البيت وطاف به ثم أمره الله أن يضحي له فيدعوه ويقدسه فخرج معه جبريل حتى وقف بعرفات فقال له جبريل هذا الموضع أمرك ربك أن تقف له به ثم مضى به إلى مكة فاعترض له إبليس فقال ارمه فرماه بالحصى ثم صار إلى ألا بطح فتلقته الملائكة فقالت له بر حجك يا آدم لقد حججنا هذا البيت قبلك ألفي عام
وانزل الله عز وجل الحنطة على آدم وأمره أن يأكل من كده فحرث وزرع ثم حصد ثم داس ثم طحن ثم عجن ثم خبز فلما فرغ عرق جبينه ثم أكل فلما امتلأ ثقل ما في بطنه فنزل إليه جبريل ففجه فلما خرج ما في بطنه وجد رائحة تكره فقال ما هذا قال له جبريل رائحة الحنطة
ووقع آدم على حواء فحملت وولدت غلاما وجارية فسمى الغلام قابيل والجارية لوبذا ثم حملت فولدت غلاما وجارية فسمى الغلام هابيل والجارية اقليما فلما كبر ولده وبلغوا النكاح قال آدم لحواء مري قابيل فليتزوج اقليما التي ولدت مع هابيل ومري هابيل فليتزوج لوبذا التي ولدت مع قابيل فحسده قابيل أن يتزوج بأخته التي ولدت معه
Page 6