196

Kitab al-Taʾrih

كتاب التأريخ

Publisher

دار صادر

Publisher Location

بيروت

وبلغ ذا نواس فجعل يطلب من قال بهذا الدين ويحفر لهم في الأرض الأخدود ويحرق بالنار ويقتل بالسيف حتى أتى عليهم فسار رجل منهم إلى النجاشي وهو على دين النصرانية فوجه النجاشي إلى اليمن بجيش عليهم رجل يقال له ارياط وهم في سبعين ألفا ومع ارياط في جيشه ابرهة الاشرم فسار إليه ذو نواس فلما التقوا انهزم ذو نواس فلما رأى ذو نواس افتراق قومه وانهزامهم ضرب فرسه واقتحم به البحر فكان آخر العهد به وكان ملك ذي نواس ثمانيا وستين سنة

ودخل ارياط الحبشي اليمن فأقام بها عدة سنين ثم نازعه ابرهة الاشرم الأمر فافترقت الحبشي مع ارياط طائفة ومع ابرهة طائفة وخرجا للحرب وسار كل واحد إلى صاحبه فلما التقوا قال ابرهة لأرياط ما نصنع يا ارياط بأن نقتل الناس بيني وبينك ابرز الي وابرز إليك فاينا أصاب صاحبه انصرف إليه جنده عنه فبرز كل واحد إلى صاحبه فضربه ارياط بالحربة فشرم عينيه وضربه غلام لأبرهة فقتله واجتمعت الحبشة باليمن على ابرهة فلما بلغ النجاشي غضب وحلف ليطأن أرضه برجله أو ليجزن ناصيته فحلق ابرهة رأسه وبعث بها إليه وبجراب من تراب أرضه وقال إنما أنا عبدك وارياط عبدك اختلفنا في أمرك وكل طاعته لك فرضي عنه

وخرج سيف بن ذي يزن إلى قيصر يستجيش على الحبشة فأقام قبله سبع سنين ثم رده وقال هم قوم على دين النصرانية لا أحاربهم فسار إلى كسرى فوجه بأهل السجون ووجه معهم رئيسا يقال له وهرز فلما قدم البلد حارب الحبشة فقتل ابرهة الحيشي وغلب على البلد ثم ملك سيف بن ذي يزن بن ذي اصبح وسيف الذي يقول فيه أمية ابن أبي الصلت

( لا يطلب الثأر إلا ابن ذي يزن

أقام في البحر للأعداء أحوالا )

( أتى هرقل وقد شالت نعامته

فلم يجد عنده الأمر الذي قالا )

( ثم انتحى نحو كسرى بعد سابعة

من السنين لقد أبعدت إيغالا )

( حتى أتى لبني الأحرار يقدمهم

اذهب إليك لقد أسرعت قلقلا )

وكانت ملوك اليمن يدينون بعباده الأصنام في صدر من ملكهم ثم دانوا ثم دانوا بدين اليهود وتلوا التوراة وذلك أن أحبارا من اليهود صاروا إليهم فعلموهم دين اليهودية ولم يكونوا يتجاوزون اليمن إلا أن يغيروا على البلاد ثم يرجعون إلى دار ملكهم

Page 200