193

Kitab al-Taʾrih

كتاب التأريخ

Publisher

دار صادر

Publisher Location

بيروت

ثم ملك حسان بن تبع فأقام زمانا لا يغزو ثم وقع بين طسم وجديس ما وقع فسار إليهم تبع فلما قرب منهم قال له رجل من طسم كان معه إن معهم امرأة يقال لها اليمامة تنظر فلا تخطىء فأخاف أن تنذرهم فأمر أصحابه فقطعوا من شجر الزيتون وقال ليحمل كل واحد منكم غصنا عظيما من الزيتون خلفه فحمل كل رجل غصنا عظيما فلما نظرت قالت أرى شجرا تمشي قالوا وهل تمشي الشجر قالت نعم ورب كل حجر ومدر وانها لخلف رجال حمير فكذبوها وصبحهم حسان فقتلهم ومله قومه وثقلت عليهم وطأته فواطأوا أخاه عمرو بن تبع على قتله خلا ذا رعين فإنه نهى عن ذلك فقتله وكان ملكه خمسا وعشرين سنة

ثم ملك عمرو بن تبع بعد أن قتل أخاه فذهب عنه النوم وتنغص عيشه فقتل كل من أشار بقتل أخيه حتى بلغ إلى ذي رعين فقال قد أشرت عليك أن لا تفعل فكتبت بيتي شعر هما عندك وكان قد دفع إليه رقعة فيها

( ألا من يشتري سهرا بنوم

سعيد من يبيت قرير عين )

( فإما حمير غدرت وخانت

فمعذرة الإله لذي رعين )

وكان ملك عمرو أربعا وستين سنة

ثم ملك تبع بن حسان بن بحيلة بن ملكيكرب بن تبع الأقرن وهو اسعد أبو كرب وهو الذي سار من اليمن إلى يثرب وكان الفطيون قد تملك على الأوس والخزرج فسامهم سوء العذاب فخرج مالك بن العجلان الخزرجي فشكا ذلك إلى تبع فأعلمه غلبة قريظة والنضير عليهم فسار تبع إليهم فقتل قوما من اليهود وكان تبع خلف ابنا له بين أظهرهم فقتلوه فزحف إليهم وحاربهم

Page 197