Kitab al-Taʾrih
كتاب التأريخ
Publisher
دار صادر
Publisher Location
بيروت
ثم ملك مناكيل اددامه الأعرج وهو لحسايرسر الذي غزاه بخت نصر فهزمه وخرب مصر وسبى أهلها فأقاموا بعد ذلك يملكهم الروم فتنصروا في ذلك الوقت
ثم غلبت فارس على الشأم في أيام انوشروان فملكوهم عشر سنين ثم ظهرن الروم فكان أهل مصر يؤدون إلى الروم خراجا والى فارس خراجا يدفعون شر الفريقين
ثم خرجت فارس عن الشأم وصار أمرهم إلى الروم فدانوا بدين النصرانية
وكان حكيم القبط هرمس القبطي وهم أصحاب البرابي الذين يكتبون بخط البرابي وهو ذا الخط الموجود . . . . . . . وفي دهرنا قد عدم الناس معرفة قراءته والسبب في ذلك انه لم يكن يكتب به منهم إلا الخواص وكانوا يمنعون العوام والذين يقومون به منهم حكماؤهم وكهانهم وكانت فيه أسرار دينهم واصول مقالتهم التي لا يطلعون عليها إلا كهانهم و لا يعلمون بها أحدا إلا أن يأمر الملك بتعليمه
فلما قهرتهم الروم وملكتهم بسطوة شديدة وسلطان أبطلوا ما كانوا يقومون به من سعيهم وأعمالهم وحملوهم في بدء أمورهم على شرائع اليونانيين حتى فسدت لغتهم ومازج كلامهم كلام الروم ثم تنصرت الروم فحملوهم على التنصر فدرس جميع ما كانوا فيه من أمر دينهم وسنتهم وقتل الروم كهانهم وعلماءهم فهلك من كان يفهم ذلك الكتاب ومنع من بقي منهم من تعليمه والنظر فيه فلذلك ليس يوجد أحد يقرأه منهم و لا غيرهم وكانت ديانتهم عبادة الكواكب والقول بأنها مدبرة مختارة وهم أصحاب القضايا بالنجوم وأنها تسعد وتنحس لأنهم زعموا أنها آلهتهم التي تجيهم وتميتهم وترزقهم وتسقيهم
Page 187