160

Kitab al-Taʾrih

كتاب التأريخ

Publisher

دار صادر

Publisher Location

بيروت

وملك بلاش بن فيروز وكانت مدته أربع سنين ثم ملك أخوه قباذ ابن فيروز وكان صغير السن فترك لسوخرا تدبير المملكة فلما بلغ وصار في حد الرجال لم يرض بتدبير سوخرا فقتله وقدم مهران ثم أن الفرس إزالت قباذ عن ملكه وحبسته وملكت أخاه جامسب بن فيروز فأقام قباذ في الحبس وأخوه الملك

ثم أن أختا لقباذ دخلت الحبس فتعرض لها صاحب الحبس واطعمته في نفسها وقالت أنها طامث ثم دخلت فأقامت عند قباذ يوما ثم لفته في بساط وأخرجته على عنق غلاما جلد فهرب قباذ يريد ملك الهياطلة فلما صار في بأبرشهر نزل برجل فأقام عنده ثم سأله أن يطلب له امرأة فأتاه بجارية فوقع عليها وأعجبه حسنها وجمالها ثم مضى إلى ملك الهياطلة فأقام عنده سنة ثم بعث معه جيشا فلما رجع بابرشهر قال للرجل الذي نزل عنده ما فعلت تلك الجارية فأتي بها وقد ولدت صبيا كأحسن ما يكون من الصبيان فسماه كسرى انوشروان

وزحف قباذ إلى بلاده فغلب على الملك وقوي أمره واشتدت شوكته وغزا بلاد الروم وكور الكور والطساسيج وعقد لابنه انوشروان الملك ودعاه فأوصاه بأحسن الوصية وعرفه كل ما يحتاج إليه وكان ملك قباذ ثلاثا وأربعين سنة

ثم ملك انوشروان بن قباذ فكتب إلى أهل مملكته يذكر لهم وفاة قباذ ويعدهم من نفسه خيرا ويأمرهم بما لهم فيه الحظ ويوعز إليهم في الطاعة والمناصحة وعفا عن قوم كانوا يتحملون عليه وقتل مزدق الذي كان أمر الناس بأن يتساووا في الأموال والحرم وقتل زراذشت بن خركان لما ابتدع في المجوسية وقتل أصحابهما وقدم أهل المملكة والشرف وغزا بلدانا عدة مما لم يكن في مملكة الفرس فضمها إلى ملكه

Page 164