ويوم السبت المذكور عصروا والي الولاة المسجون وطلب منه مال جزيل وعصروه عصرًا فاحشًا.
ويوم الاثنين سادسه أول النهار جاء النائب من المرج لابسًا خلعة ودقت له البشائر وأشعلت له الشموع كل ذلك لمحبة الناس له وكراهتهم للحاجب وكان إقامته في المرج في هذه السنة أحد عشر يومًا فإنه توجه في ثالث عشرين رجب ثم جاء فأقام بها يومين وكان له من حين وقع بينه وبين الحاجب أربعة أشهر وثمانية أيام فأقام بعد ذلك منقطعًا في بيته وكان متضعفًا مدة ثم سافر فغاب مدة ثم جاء فتوجه إلى المرج إلى أن عزل الحاجب فجاء واستقر وأصبح من الغد يوم الثلاثاء ركب وعاد قاضي القضاة من ضعفه ومعه طولوا المتوجه إلى ابن عثمان.
ويوم الأحد خامسه فتح حمام القصر وكان بطالًا من أيام الحصار نحو سبع سنين، فلما سُكنت تلك الناحية عُمّر ما شعث منه ودخله الناس وهو وقف المنصور قلاوون على المرستان والمنصورية بالقاهرة.
ويوم الجمعة عاشره وصل أمير فرج مشد الدواوين من مصر، وجاء في أمور من أخذ أموال وغير ذلك، ومما جاء معه أن ترد أموال المواريث إلى ديوان السلطان وكان السلطان من حين جاء إلى دمشق أطلقها للنائب.
ويومئذ توجه شهاب الدين ابن الشهيد على خيل البريد إلى مصر مطلوبًا.
وحال ما وصل مشد الدواوين طلب أرغون الذي كان والي الولاة وابن بولاذ المسجونين بالقلعة مقيدين وكلمهم في أن السلطان أمر بأن يستخرج منهما ما التمساه من أموال الناس وقال: أمرني السلطان أن أضربكما إلى أن تموتا، وهذا بمقتضى الكشف عليه مما أخذه أيام ولايته شادًا مما أخذه من الفلاحين أيام كان السلطان بدمشق حين طلب يشتري الشعير ثم صولحوا على ثمنه، فتكلم ابن بولاد بكلام فيه قوة ومخاطرة، وقال: تضربني الآن؟ فضربه مجردًا.
ويوم السبت حادي عشره وصل وزير ابن عثمان من بلاده ومعه