(قال الحافظ): وأما ما يقوله دبر الصلوات، وإذا أصبح، وإذا أمسى فلكلٍّ منهما باب يأتى إن شاء الله تعالى، وتقدم في باب الرحلة في طلب العلم حديث قبيصة، وفيه:
أن النبى ﷺ قال له: ياقبيصة إذا صليت الصبح فقل ثلاثًا: سبحان الله العظيم وبحمده تعافى من العمى والجذام، والفلج. رواه أحمد.
الترهيب من فوات العصر بغير عذر
١ - عن بريدة ﵁ قال: قال النبى ﷺ: من ترك صلاة العصر فقد حبط (١) عمله. رواه البخاري والنسائي وابن ماجه، ولفظه قال:
بكروا بالصلاة في يوم الغيم (٢) فإنه من فاتته صلاة العصر حبط عمله.
٢ - وعن أبي الدرداء ﵁ قال: قال ﷺ: من ترك صلاة العصر متعمدًا (٣) فقد حبط عمله. رواه أحمد بإسناد صحيح.
٣ - وعن ابن عمر ﵄ عن النبى ﷺ قال: الذى تفوته صلاة العصر كأنما وُتِرَ (٤)
أهله وماله. رواه مالك والبخاري ومسلم وأبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجه وابن خزيمة في صحيحه، وزاد في آخره قال مالك: تفسيره ذهاب الوقت.
= لتتضرع إلى الله بحمايته، وإدراك عفوه، والنجاة من عذابه، وأن يكون لك جوارا، أي مأمنا حقًا وجاهًا ساميًا، وركنًا قويا، ولن تجد أعز من الالتجاء إلى الله وجواره.
يا أخى: الحادث يعتز بجوار مثله إذا عز وقوى، فما بالك بالله العزيز القهار، فحافظ على ورد ختم الصلاة رجاء إدراك تأمين الله لك (يوم يفر المرء من أخيه وأمه وأبيه وصاحبته وبنيه) فيتجلى سبحانه على الصالحين فيظلهم بظله ويشملهم بعطفه ورحمته وجواره أي أمانه، هذا إلى رد كيد الشيطان في نحره والبراءة من غوايته والبعاد عن ضلالته ومصداق ذلك قوله تعالى: (إن عبادى ليس لك عليهم سلطان وكفى بربك وكيلا) ٦٦ من سورة الإسراء. أي المخلصين ليس للشيطان على إغوائهم قدرة وهم يتوكلون على الله في الاستعاذة منه على الحقيقة.
(١) بطل، وأحبط الله عمله، أي أبطله. والمعنى أن الله تعالى لا يقبل منه شيئًا في ذلك اليوم.
(٢) تراكم السحاب في السماء خشية ضياع وقت العصر وبذا يغضب الله على تاركه غضبًا شديدا، ويرد عمله فلا يقبله.
(٣) أي عالمًا مختارًا ليس له عذر في تركه بأن لم يصبه مرض أخره أو سفر عاقه، أو أمر طارئ منعه.
(٤) أي نقص، بضم الواود وكسر التاء. يقال: وترته إذا نقصته فكأنك جعلته وترًا بعد أن كان كثيرًا، وقيل هو من الوتر، الجناية التي يجنيها الرجل على غيره من قتل أو نهب أو سبى، فشبه ما يلحق من فاتته صلاة العصر بمن قتل حميمه أو سلب أهله وماله. يروى بنصب الأهل ورفعه، فمن نصب جعله مفعولا ثانيًا لوتر، وأضمر فيها مفعولا لم يسم فاعله عائدًا إلى الذى فاتته الصلاة ومن رفع لم يضمر وأقام الأهل =