205

Al-Targhīb waʾl-Tarhīb liʾl-Mundhirī taʿmīrat

الترغيب والترهيب للمنذري ت عمارة

Publisher

مكتبة مصطفى البابي الحلبي

Edition Number

الثالثة

Publication Year

١٣٨٨ هـ - ١٩٦٨ م

Publisher Location

مصر

الترغيب في المشى إلى المساجد سيما في الظلم وما جاء في فضلها
١ - عن أبي هريرة ﵁ قال: قال رسول الله ﷺ: صلاة الرجل في الجماعة تُضَعَّفُ (١) على صلاته في بيته، وفي سوقه خمسًا وعشرين درجة وذلك أنه إذا توضأ فأحسن الوضوء، ثم خرج إلى الصلاة (٢) لا يخرجه إلا الصلاة لم يخطُ خطوةً إلا رُفعت له بها درجة، وحطَّ (٣) عنه بهاخطيئة، فإذا صلى لم تزل الملائكة تُصَلِّي (٤) عليه ما دام في مُصلاه: اللهم صل عليه اللهم ارحمه، ولا يزال في صلاةٍ ما انتظر (٥) الصلاة، وفي روايةٍ: اللهم اغفر له، اللهم تُب عليه ما لم يؤذ (٦) فيه، ما لم يُحدِث فيه (٧). رواه البخاري ومسلم وأبو داود والترمذي وابن ماجه باختصار. ومالك في الموطأ، ولفظه:
من توضأ فأحسن الوضوء (٨)، ثم خرج عامدًا إلى الصلاة، فإنه في صلاة ما كان يعمد إلى الصلاة، وإنه يكتب له بإحدى خطوتيه حسنةٌ، ويمحى عنه بالأُخرى سيئةٌ، فإذا سمع أحدكم الإقامة فلا يسع (٩)، فإن أعظمكم أجرًا أبعدكم دارًا. قالوا لم يا أبا هريرة؟ قال: من أجل كثرة الخُطا.
٢ - ورواه ابن حبان في صحيحه، ولفظه: أن النبى ﷺ قال: من حين يخرج أحدكم من منزله إلى مسجدى فرجلٌ تكتب له حسنة، ورجلٌ تحطُّ عنه سيئة حتى يرجع (١٠)، ورواه النسائي والحاكم بنحو ابن حبان، وليس عندهما حتى يرجع، وقال الحاكم: صحيح على شرط مسلم، وتقدم في الباب قبله حديث أبى هريرة قال رسول الله ﷺ: إذا توضأ أحدكم في بيته، ثم أتى المسجد كان في صلاة حتى يرجع الحديث.
٣ - وعن عقبة بن عامرٍ ﵁ عن النبى ﷺ أنه قال: إذا تطهر (١١)

(١) تزيد، وتنمو.
(٢) في نسخة: إلى المسجد.
(٣) محى.
(٤) تدعو له.
(٥) مدة انتظاره الصلاة: أي ذهب للعبادة.
(٦) مدة عدم ارتكاب المحارم، وإضرار الناس.
(٧) مدة عدم انتقاض وضوئه.
(٨) في نسخة: وضوءه، أي أنمه.
(٩) فلا يمد رجليه، ويسرع ويخطف الأرض نهبا. بل يتأنى في خطاه لتكثر حسناته، ولا ناهية ينهى عن عجلة السير.
(١٠) أي عند عزم الإنسان إلى الذهاب إلى المسجد يحسب الله له خطواته، فحركة الرجل اليمنى حسنة، واليسرى حتى يئووب إلى منزله.
(١١) حاز شروط الطهارة للصلاة من استنجاء ووضوء.

1 / 206