187

Tārīkh nuzūl al-Qurʾān

تاريخ نزول القرآن

Publisher

دار الوفاء - المنصورة

Edition Number

الأولى

Publication Year

١٤٢٢ هـ - ٢٠٠٢ م

Publisher Location

مصر

Genres

الجوزى ﵀ «١» ولكن ذكره البغوى والخازن عن ابن عباس بغير سند. كما ذكر أن الذين قالوا هذا قوم من أحبار اليهود قالوا: من أى جنس هو، وممن ورث الدنيا، ولمن يورّثها؟ فنزلت هذه السورة، قاله قتادة والضحاك ولكن ما ذكره الطبرى عن قتادة مرسل «٢».
وما ذكره السيوطى فى الدر المنثور «٣» من رواية الطبرانى فى «السنة» عن الضحاك مرسل «٤» - أيضا.
سورة الإخلاص- إذن- سورة مكية نزلت بعد سورة الناس؛ لترد على المنحرفين فى العقيدة انحرافهم، ولتغرس فى قلوب الناس العقيدة الصحيحة فى أسماء الله الحسنى وصفاته العلا.
وسورة الإخلاص تضمنت من المعانى العظيمة التى غرستها فى وقت مبكر من الفترة المكية لإرساء دعائم العقيدة الصحيحة فى معرفة الله ﷾، وتنزيهه عما وقع فيه المبطلون من انحراف خطير فى الأسماء والصفات والأفعال. والسورة الكريمة على قصر آياتها الأربع جامعة لهذا الإثبات والتنزيه، وفى الوقت نفسه ميسرة فى حفظها، فالمسلم على صلة دائمة بها تدعيما لعقيدته، وردا على خصومه وخاصة بعد ما عرف من فضلها، وهذا ما حدث- فعلا- من أصحاب النبى ﷺ فقد ثبت فى صحيح البخارى عن أبى سعيد الخدرى ﵁ أن رجلا سمع رجلا يقرأ: قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (١) يردّدها؛ فلما أصبح جاء إلى النبي ﷺ فذكر ذلك له، وكان الرجل يتقالّها (أى يعتقد أنها قليلة فى العمل) «٥»؛ فقال رسول الله ﷺ: «والذى نفسى بيده إنها لتعدل ثلث القرآن»، وعنه قال: قال النبى ﷺ لأصحابه: «أيعجز أحدكم أن يقرأ ثلث القرآن فى ليلة»؟ فشق ذلك عليهم، وقالوا: أيّنا يطيق ذلك يا رسول الله؟ فقال: «الله الواحد الصمد ثلث القرآن» وفى شرح العينى على البخارى فى فضائل القرآن: قوله «الله الواحد الصمد»، كناية عن «قل هو الله أحد». وخرّج مسلم من حديث أبى الدرداء بمعنى الحديث السابق، وخرّج عن أبى هريرة ﵁ قال: قال رسول الله ﷺ: «احشدوا فإنى سأقرأ عليكم ثلث القرآن» فحشد من حشد (أى اجتمع من اجتمع)، ثم خرج نبى

(١) زاد المسير في علم التفسير ٩/ ٢٦٦.
(٢) الطبرى ٣٠/ ٣٤٣.
(٣) الدر المنثور ٦/ ٤١٠.
(٤) زاد المسير ٩/ ٢٦٦.
(٥) هذا الشرح ليس فى المتن.

1 / 191