151

Tareekh Nuzool Al-Quran

تاريخ نزول القرآن

Publisher

دار الوفاء - المنصورة

Edition Number

الأولى

Publication Year

١٤٢٢ هـ - ٢٠٠٢ م

Publisher Location

مصر

Genres

الناس فى حالتى الفقر والغنى تحت مشيئة الله وقدره. وَوَجَدَكَ عائِلًا فَأَغْنى (٨) فالله يعطى ويغنى. ويتسع هذا الأمر كذلك يشمل الجوانب المادية والمعنوية فقد يسأل السائل عن فقر، وقد يسأل عن جهل ليتعلم، وقد يسأل عن ضلالة ليهتدى، وعلى كل الأحوال ينهى ربنا ﵎ عن نهر السائل فى كل أحواله: وَأَمَّا السَّائِلَ فَلا تَنْهَرْ (١٠). وبعد النهيين السابقين، النهى عن قهر اليتيم، والنهى عن نهر السائل يأتى الأمر فى قوله تعالى: وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ (١١) لإشاعة الخير والنعم فى الناس ومنها النعم السابقة والتحدث بنعم الله سبحانه فيه اعتراف بما أنعم الله به على الإنسان وهذا يزيد الإنسان حبا للمنعم سبحانه، ورغبة فى طاعة أمره، وفيه حث على شكر هذه النعمة وتصريفها فى الوجوه التى ترضى من تفضل بها سبحانه، وهذا المعنى يتفق مع الدعاء النبوي المأثور: «واجعلنا شاكرين لنعمتك مثنين بها عليك قابليها وأتمها علينا». وذكر ابن جرير عن أبى نضرة قال: كان المسلمون يرون أن من شكر النعم أن يحدث بها. كما يدخل فى هذه النعم ما يوفق الإنسان إليه من فعل الخيرات وأعظمها الدعوة إلى الله سبحانه قال الحسن بن على ﵄: وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ (١١) قال: ما عملت من خير فحدث إخوانك، وقال محمد بن إسحاق: ما جاءك من الله من نعمة وكرامة من النبوة فحدث بها واذكرها وادع إليها «١». اللهم أعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك.

(١) ابن كثير ٤/ ٥٢٣، ٥٢٤.

1 / 155