136

Tareekh Nuzool Al-Quran

تاريخ نزول القرآن

Publisher

دار الوفاء - المنصورة

Edition Number

الأولى

Publication Year

١٤٢٢ هـ - ٢٠٠٢ م

Publisher Location

مصر

Genres

يستجيب للذكرى، ومنهم من يغلق قلبه وعقله فلا ينتفع بها فَذَكِّرْ إِنْ نَفَعَتِ الذِّكْرى (٩) سَيَذَّكَّرُ مَنْ يَخْشى (١٠) وَيَتَجَنَّبُهَا الْأَشْقَى (١١) وتبقى رعاية الرب الأعلى الذى نسبح بحمده مستمرة بخلقه فى نهاية السورة، حيث تحفز الآيات الهمم للانتفاع بتذكر الرسول ﷺ والتحذير من سبيل الأشقياء، فالأشقى هو الذى يتجنب التذكرة فيصلى النار الكبرى، لا يقضى عليه فيموت ولا يخفف عنه من عذابها، وأما من ينتفع بالذكرى فهو من المفلحين الذين طهروا نفوسهم بها من الشرك والظلم ومساوئ الأخلاق، وذكر ربه فى كل أحواله وأقام الصلاة لذكره. وفى ختام السورة الكريمة نجد التذكير بحقيقتين: الأولى: ما يكون عليه حال الناس من تقديم العاجل على الآجل واختيار الحياة المحدودة على الحياة الأخرى، والتى هى خير وأبقى، وفى ذكر هذه القضية لفت نظر لمن يقع فى هذا الاختيار الذى ليس فى صالح الإنسان فالمؤمن العاقل لا يختار المتاع القليل ويترك النعيم المقيم، إنه يجنى ثمرة الدارين فى استقامته على الصراط المستقيم. الحقيقة الثانية: أن هذا الخير المذكور هو فضل الله على خلقه فى الأمم جميعا فإن وحى الله وهدايته قد وجهت إلى البشرية جميعا منذ آدم ﵇، وأن هذا المذكور فى سورة الأعلى والذى تقرأه: أنه محمد ﷺ: لَفِي الصُّحُفِ الْأُولى (١٨) صُحُفِ إِبْراهِيمَ وَمُوسى (١٩) ﵉.

1 / 140