Tarbiya Wa Taclim Fi Islam
التربية والتعليم في الإسلام
Genres
الخانقاه:
ويقال لها الخانكاه أيضا ، وتجمع على خوانق وخوانك، وهي كلمة فارسية الأصل معناها البيت. قال المقريزي: «هي كلمة فارسية معناها بيت، ويقال إن أصلها خونقاه، أي الموضع الذي يأكل فيه الملك.» وقال مؤلف «فرهتك خيام»: «خانقاه معرب خانكاه.»
126
وإن معنى «خانكاه» هو مقام درويشان، أي بيت الدراويش والصوفية والفقراء. وقد حدثت الخوانق في الإسلام في حدود الأربعمائة من سني الهجرة، وجعلت لتخلي الصوفية فيها للعبادة،
127
وكانت تبنى في الغالب على شكل مساجد الصلاة، إلا أن فيها غرفا عديدة لبيت الفقراء والصوفية وبيتا كبيرا لصلاتهم مجتمعين وللقيام بأورادهم وأذكارهم، ولا يكون فيها في الغالب منبر لأنها لا تقام فيها صلاة الجمعة إلا نادرا، فإن الصوفية عادة كانوا يخرجون منها أيام الجمع إلى أقرب مسجد. وربما أقيمت صلاة الجمعة في بعض الخوانق كخانقاه يكتمر بمصر،
128
وكانت الخوانق في العادة تزود بحمام ومطبخ ومخازن للأطعمة والمؤن، وفرن تصنع فيه الأخباز والمأكولات.
129
وكان يكون لكل خانقاه شيخ يلقب ب «شيخ الشيوخ». قال المقريزي في كلامه عن الخانقاه الكبرى الصالحية التي كانت دار سعيد السعداء في دوبرة الصوفية بمصر: «هذه الخانقاه كانت أولا دارا تعرف في الدولة الفاطمية بدار سعيد السعداء، وهو الأستاذ قنبر ويقال عنبر أحد الأستاذين المحنكين خدام القصر، عتيق الخليفة المستنصر قتل في سابع شعبان سنة 544ه، فلما استبد الناصر صلاح الدين يوسف بن أيوب بن شاذي بملك مصر عمل هذه الدار برسم الفقراء الصوفية الواردين من البلاد الشاسعة، ووقفها عليهم في سنة 569 وولى عليهم شيخا، وشرط أن من مات من الصوفية وترك عشرين دينارا فما دونها كانت للفقراء ومن أراد منهم السفر يعطى تسفيرة، ورتب للصوفية في كل يوم طعاما ولحما وخبزا وبنى لهم حماما بجوارهم، فكانت أول خانقاه عملت بمصر وعرفت بدوبرة الصوفية، ولقب شيخها بشيخ الشيوخ، واستمر ذلك بعده إلى أن كانت الحوادث والمحن سنة 806، واتضعت الأحوال وتلاشت الرتب، فلقب كل شيخ خانقاه ب «شيخ الشيوخ»، وكان سكانها من الصوفية يعرفون بالعلم والصلاح وترجى بركتهم ... أخبرني الشيخ أحمد بن علي القصار أنه أدرك الناس في يوم الجمعة يأتون من مصر إلى القاهرة ليشاهدوا صوفية خانقاه سعيد السعداء عندما يتوجهون منها إلى صلاة الجمعة بالجامع الحاكمي.»
Unknown page