Tarbiya Wa Taclim Fi Islam
التربية والتعليم في الإسلام
Genres
انقسم علماء الآثار الإسلامية من العرب والمستشرقين الذين اهتموا بدراسة المعاهد الإسلامية الخاصة بالعبادة أو بالدراسة إلى فرقاء ثلاثة:
فريق أول:
وهو غالبية المستشرقين، فقد ذهبوا إلى أن معاهد العبادة الإسلامية قد اقتبست نظام بنائها، وأسلوب ريازتها
architecture
من نظام الكنائس المسيحية والمعابد الكلدانية والسريانية في العراق، وسورية ومصر، وحجة هؤلاء هي أن المسلمين لم يتخذوا المساجد للعبادة إلا بعد أن توفي النبي وخرج المسلمون في الفتوح خارج الجزيرة العربية، فاتصلوا بأهل هاتيك الديار وعرفوا شيئا كثيرا عن أماكن عبادتهم؛ إذ إنه لم يكن لهم قبل ذلك أمكنة للعبادة سوى صحن منزل الرسول في المدينة. وعلى رأس هذا الفريق من العلماء البرنس كايتاني، والكابتن كريسويل، والبروفسور بدرسون.
3
وفريق ثان:
يرى أن المعاهد الإسلامية - وعلى رأسها «المسجد» - قد اقتبست صورتها ونظامها البنائي من «الكعبة»، فإنها المكان المقدس الذي رآه المسلمون قبل الإسلام وبعده وتعلقوا به، فطبيعي أن يقلدوه فيبنوا أمكنة عبادتهم على نسقه. وعلى رأس هذا الفريق من العلماء والباحثين المستشرقان لين بول ودييس. وحجتهما أن الكعبة هي البناء الديني العتيق الذي رآه المسلمون في بلادهم قبل إعلان الدين الجديد، فلما أرادوا أن ينشئوا أمكنة عبادة للدين الجديد اقتبسوا نمط ذلك المكان من الكعبة،
4
وقد يكون هذا الرأي صحيحا لو أن معلوماتنا وافرة عن الكعبة ونظامها البنائي والتعبدي في الجاهلية، ولكن ما نعرفه عن ذلك قليل جدا لا غناء فيه.
Unknown page