Tarajim Misriyya Wa Gharbiyya
تراجم مصرية وغربية
Genres
وأعين أربع تبكي عليك أسى
ومن بكاء الثكالى السيل والمطر
قد كنت ريحانة في البيت واحدة
يروح فيه ويغدو نفحها العطر
ما كان عيشك في الأحياء مختصرا
إلا كما عاش في أكمامه الزهر
فارحل تشيعك الأرواح جازعة
في ذمة الله بعد القبر يا عمر
لعلك وقد رأيت من إسماعيل صبري وشعره هذه النفسية المشغوفة بالألوان تشعر - إلى جانب هذا - بما يشعر به كل من يقرأ شعر إسماعيل صبري من أنه كان شاعرا مصريا حقا، ومن أن النزعة البدوية كانت لا تعرف سبيلا إلى نفسه، وأن الرقة التي تسيل بها جوانب وادي النيل والصفو الذي يظل سماءه والخضرة النضرة التي تزين جنباته وأغاريد الطير في هوائه الرقيق، كل ذلك كان ينعكس في نفس إسماعيل صبري بقوة لا تراها في كثيرين غيره من الشعراء، ولعلك لذلك تقر له باللقب الذي لقبه به معاصروه: لقب شيخ الشعراء.
وقضى حياته مغتبطا بالحياة، حتى إذا كان في أخريات أيامه أصابته ذبحة صدرية قعدت به عن أن ينعم بشيء من الحياة خمس سنوات تباعا ، ولعل بيته يخاطب الموت:
Unknown page