Tarajim Mashahir
تراجم مشاهير الشرق في القرن التاسع عشر (الجزء الأول)
Genres
إن الذي مدحك بما ليس فيك إنما هو مخاطب غيرك.
إذا استشارك عدوك فأخلص له النصيحة؛ لأنه باستشارتك قد خرج من عداوتك ودخل في مودتك.
تعصب أهل الدين وغرور أهل العلم هما منشأ الخلاف الظاهر بين الدين والعلم، وليس بصحيح أنه يوجد بينهما خلاف حقيقي لا في الحال ولا في الاستقبال، ما دام موضوع العلم هو معرفة الحقائق المؤسسة على الاستقراء، فمهما كثرت معارف الإنسان لا تملأ كل فكر، بعد كل اكتشاف يتحققه العلم يبحث عن اكتشاف آخر، وفي نهاية كل مسألة نحلها تظهر مسألة جديدة تطالبه بحلها. الآن وغدا يشتغل عقل الإنسان بالعلم أي بمعرفة الحوادث الثابتة، ولا يمنعه ذلك من التفكير في المجهول الذي يحيط بها من كل طرف، هذا المجهول الذي لا قرار له ولا حد لا في الزمان ولا في المكان هو دائرة اختصاص الدين.
إن كان في الوجود إنسان يستحق أن يحسد على نعمته فهو العاشق.
من اختباري لأرباب الأفكار الذين اختلطت بهم يظهر لي أن الحمية عندهم سطحية لا تذكيها نار تتوقد في القلب، حمية ألفاظ متى انتشرت عادت هباء لا تترك أثرا بعدها.
لا أدري ما هي غاية الكتاب الذين إذا أرادوا التعبير عن اختراع جديد يجهدون أنفسهم في البحث عن كلمة عربية تقابل الكلمة الأجنبية المصطلح عليها، كاستعمالهم مثلا كلمة السيارة بدلا من كلمة الأوتوموبيل. إن كان القصد تقريب المعنى إلى الذهن فالكلمة الأجنبية التي اعتادها الناس تقوم بالوظيفة المطلوبة منها على وجه أتم من الكلمة العربية، وإن كان قصدهم إثبات أن اللغة العربية لا تحتاج إلى اللغات الأخرى فقد كلفوا أنفسهم أمرا مستحيلا؛ إذ لم يوجد ولن توجد لغة مستقلة عن غيرها مكتفية بنفسها.
لا تكمل أخلاق المرء إلا إذا استوى عنده مدح الناس وذمهم إياه (انتهت أقواله).
وجملة القول أن قاسم أمين من المصلحين العظام الذين يحفظ التاريخ ذكرهم، وتزداد منزلتهم رفعة وفضلهم ظهورا بتوالي الأجيال، وفضله يشمل العالم الإسلامي على الإجمال بنصرته للمرأة المسلمة، وله فضل خاص على القطر المصري بما نشره بين المصريين من النصائح الخاصة بهم، وبما كان له من القدوة الحسنة بين زملائه وأصدقائه وغيرهم. لأنه خدم القضاء 23 سنة كان فيها مثال النزاهة واستقلال الفكر، والشجاعة الأدبية، لا يراعي في الحق صداقة ولا قرابة ولا مقاما.
الفصل الحادي والأربعون
بشارة الخوري
Unknown page